عملت في فيلم «الرسالة».. ولكن جاءتني تعليمات بعدم الاشتراك أبدى الدكتور شهاب جمجوم أسفه لحال الإعلام الفضائي، وانتقد غياب الكوادر الاعلامية المؤهلة، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في ضعف المردود الإعلامي داخليًّا وخارجيًّا، مرجّعًا هذا الضعف إلى عدم تطبيق الخطط التي وضعوها في السابق. ولم يقتصر أسف جمجوم على حال الوزارة فقط، بل امتد إلى قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، مبينًا أنه وبعد عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية وجد الكلية قد تحوّلت إلى الجانب النظري البحت؛ بسبب أحد الخبراء المصريين، وكانت المحصلة من ذلك خريجين لم يقووا على مواجهة ذوي الخبرة في مجال الإعلام عند احتدام الصراع بينهما. جمجوم شن هجومه على قناة ال(mbc)، مبينًا أنها تعاملت بعقلية تجارية بحتة فيما يخص برامج الأطفال، ودخلت معهم في منافسة «غير شريفة» برفع أسعار الأفلام إلى الضعف، مشيرًا إلى أن ما تعرضه قناتا (mbc2) و(mbc4) من أفلام لا يمكن لأب راشد أن يترك أبناءه ليتفرجوا عليها. العديد من المحاور الساخنة في مسيرة جمجوم مع الإعلام والتعليم والاقتصاد طي هذا الحوار: خطط غير منفّذة * من واقع تجربتكم في إدارة الإعلام الخارجي.. كيف ترى الإعلام السعودي مقارنة بفترات سابقة؟ عملي في الإعلام بدأتُه في قطاع التخطيط. للأسف هناك خطط وضعت لتطوير الإعلام، وكل ذلك بحكم خبرتنا وحياتنا الطويلة في الخارج، وشعورنا بأهمية الإعلام ودوره داخليًّا وخارجيًّا: داخليًّا في زيادة الوعي الثقافي وتهيئة المجتمع للعالم الذي أصبح قرية صغيرة، وفي المجال الخارجي فإن الثقافة تتصدر الأزمات، وتوضيح الصورة الحقيقية للمملكة؛ من هنا وضعنا خطة لكيفية التنفيذ. ففترة ما قبل الفضائيات والانتشار الكبير والغزو الإعلامي والثقافي كانت فترة مخاض لفترة سبقتها. لكن للأسف لم تنفذ الخطط لأسباب كثيرة لا داعي لذكرها؛ ولكن في النهاية فقدنا أكثر الفترات أهمية في الاستعداد للمرحلة الحالية. لؤم وخبث إعلامي * وما هي أسباب عدم التنفيذ؟ عدم استيعاب ما كنا نقوم به في تلك الفترة. كنا في الخارج نرى ما كان يتم من استعداد لاسيما إذا كان تحت إشراف عمالقة في مجال الإعلام والتخطيط الإستراتيجي ومتميزين في الخبث واللؤم الإعلامي. في بداية الثمانينيات كان من المفترض أن تكون هناك أعداد كبيرة من المبتعثين للخارج لدراسة الإعلام؛ لأنه علم متطور باستمرار ويحتاج إلى تطوير مستمر ودماء جديدة وآراء جديدة، هذه كلها افتقدناها خلال السنوات الماضية، وكان من الممكن أن نكون مستعدين تمامًا للتحرك داخليًّا وخارجيًّا. قصور مبرر * لكن هناك مَن يبدي عدم رضاه فيما يخص تطور الإعلام الخارجي في المملكة، ويرى أنه يعاني قصورًا منذ تلك الفترة التي كنتم تعملون فيه، وحتى هذه اللحظة.. فما قولك؟ البدايات كانت لا بأس بها. على الأقل هناك لَبِنات وُضعت وكانت هناك نماذج لما ينبغي أن يكون عليه التحرّك الخارجي. في فترة الثمانينيات من القرن الماضي كانت هناك حساسية من الإعلام الغربي. كانت أول تجربة قمنا بها أننا قد لا نستطيع أن نحضر أو نسمح للعالم أن يحضر؛ لذلك حاولنا أن نعرض للعالم الوجه الحقيقي للمملكة، وكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس. أسّسنا نماذج للتحرّك عبر إنشاء شبكة علاقات وتواصل مع الإعلاميين وحققت نجاحًا كبيرًا، ووضعت لبِنات لما ينبغي أن يكون عليه التحرّك الإعلامي والتصدّي للإعلام الغربي ومواجهته في تلك الفترة. بطبيعة الحال هناك قصور؛ لأنه لم يكن هناك دعم كامل. كل التحرّكات كانت تتم بتحركات فردية ومعينة. نجاح واعتراضات * كنتُ من أكبر الناشطين في إقامة معرض المملكة بين الأمس واليوم.. بعضهم يرى أن هذه المعارض كانت للوجاهة الاجتماعية، ولم تحقق الهدف والمضمون الذي نُفذّت من أجله، رغم الميزانيات العالية التي رصدت لها.. ما ردّك؟ الميزانيات كانت أكثر من معقولة، والمردود أكثر ممّا هو متوقع. بحمد الله قبل أي حملة أقوم بعمل دراسة قبلها، وأخرى بعدها للتقييم، وكل هذه الحملات مسجّلة وموثّقة لرصد المردود. أمّا بخصوص الاعتراضات التي تمت من الداخل، فالواقع أن كل المنتقدين لا يعلمون المردود الحقيقي، والاهتمام الكبير الذي تم. عندما تقدم تاريخك في إنجلترا بوصفها بلد الحضارة والتاريخ وتجد طوابيرَ وصفوفًا ممتدة لمئات الأمتار في المعرض، وكلهم يريدون الدخول؛ فهذا دليل على النجاح. عندما تذهب إلى القاهرة وتجد أن الشوارع المحيطة بالمعرض مغلقة كلّها؛ لأن الناس تريد الدخول فهذا مؤشر إيجابي. المعرض الذي أقمناه في بريطانيا حضره آلاف من الناس. أقمنا مراكز متخصصة في قلب لندن. للأسف لم توجد استمرارية لهذه المعارض. كثير من البريطانيين امتدحوا هذه الفكرة، وقالوا إنها المرة الأولى التي يكون لهم فيها تواصل ثقافي مع المملكة. في بداية المعرض كنا مرتبطين بالنشاطات الثقافية من محاضرات، وندوات، وتعريف بالإسلام والمنطقة، ولم يكن العمل مجرد فقاعة ترفيهية. في معرض إكسبو في إسبانيا كان القائمون في المعرض الدولي من 110 دول، وأي ضيف يأتي يزور معرض دولته، ومن ضمن البرنامج يزور أجنحة خمسة أو ستة معارض، وأجنحة دول أخرى. كان المجهود كبيرًا وهو كما ذكرت موثّق ومسجّل. للأسف كثير ممّن لم يذهبوا إلى تلك المعارض تحدّثوا عنها دون أن يروها. عملنا تم بطريقة علمية وبواسطة شركات متخصصة. معظم الزوار كانوا يسألوننا ما هي الخطة التي وضعتموها حتى تحقق هذا النجاح الكبير الذي جعل بعض القائمين على المعارض الأخرى يتركون معارضهم، ويأتون لزيارة معرض المملكة. مستقبل مظلم * أين تقف من دعوة البعض لأن يكون الإعلام الخارجي هيئة مستقلة أو مؤسسة عامة؟ أي شيء يحقق هدفًا جيدًا ينبغي علينا دعمه. يمكن أن يكون العمل تحت سلطة الدولة وإشرافها، كما يمكن أن يكون خارجها. العبرة في الآخر بالنتائج. في فترة من الفترات قررنا – للخروج من عباءة السيطرة الحكومية – أن ننشئ مؤسسة تحت المظلة التجارية. حتى يكون عملك ذا نتائج ومردود ناجح ينبغي عليك التحرك في كل الاتجاهات التجارية والسياسية والثقافية. مشكلتنا أننا وصلنا لمرحلة أصبح فيها التغييب الإعلامي والضعف والهجمة علينا أصبحت شرسة. الآن كشفوا عن وجههم صراحة بعد أن كانوا في السابق يقومون من وراء حجاب بتشويه صورتنا. الآن يتحدثون بشكل واضح، وقالوا: إن العدو القادم هو الإسلام .. لأنه لا بد أن يكون لهم عدو على الدوام وذلك من أجل أن يستطيعوا التحرك بشكل سياسي وإعلامي. العدو القادم هو الإسلام والمنطقة التي خرج منها. روبرت فيسك على سبيل المثال يردد منذ 25 سنة أنه يرى مستقبلاً مظلمًا للمنطقة وهو رجل له رؤية. نحن في غيبوبة ولا توجد لدينا مراكز تحليل أو دراسات وليست لنا رؤية للتحرك حتى الآن. منافسة غير شريفة * بصفتك رئيسًا لمجلس إدارة قناة «سبيستون».. إلى أي شيء هدفتم من هذه التجربة؟ عندما خرجت من الإعلام الخارجي كنت أريد أن أخدم مجتمعي. فكرت في البرامج التليفزيونية ووجدت أنه من الصعب أن أتمكن من منافسة MBC أو LBC وغيرهما. ستجد نفسك أمام معضلة لأن التسابق سيكون على الابتذال والإسفاف. أساسًا خلفيتي التعليمية والإعلامية والوطنية لا تسمح لي بذلك. لذلك فكرت في عمل شيء للجيل القادم. هذا الجيل مهدد بأن ينسى عاداته وثقافته وهويته. الإنتاج مكلف. وللأسف فإن معظم محطات التلفزيون العربية كانت تخصص ساعة أو ساعتين في اليوم بعد الظهر وإذا كانت هناك مباراة في كرة القدم فإن هذه الفترة تكون معرضة للإلغاء. لا يوجد أي اهتمام بالطفل. لذلك فكرت في أن أقوم بعمل شيء للطفل العربي والمسلم حتى أساهم في حمايته. لذلك تم التركيز على أن تكون لغة العمل هي العربية الفصحى المبسطة. كذلك خصصنا قناة للغة الإنجليزية. قمنا بدراسة لمعرفة البرامج التي يفضلها الطفل فوجدنا أنه يميل لأفلام الكرتون أكثر من البرامج التي يتم تنفيذها وإنتاجها. حاولنا أن نسهم في هذا الجانب وأن نقوم بقدر المستطاع بتنقيته من الشوائب. أنتجنا أفلام كرتون تتحدث عن العائلات والترابط الأسري وغير ذلك من القيم. في البداية تهكموا علينا وحكموا علينا بالفشل. قمنا بتجربة ونجحت. بدأت القنوات الأخرى في الانتباه لهذا النجاح الذي حققناه فأتت ببرامج وكذلك اهتمت MBC التي هي فضائية سعودية بالجوانب التجارية فقط ولم تهتم بالأبعاد الأخرى وجاءوا ببرامج أخرى ودخلوا معنا في منافسة غير شريفة. المنتج الذي كنا نشتريه بألف دولار صاروا يعرضون ألفي دولار لشرائه!!. المنافسة لم تكن لصالح المستهلك. نحن شركة خاصة في النهاية لا تدعمها الدولة ولا تقف خلفها مؤسسات كبيرة. هذه المنافسة الضارة أثرت. إنتاج مكلف * قنوات الأطفال بما فيها «سبيستون» متهمة بتغذية العنف لدى الأطفال.. فما قولك؟ ربما يكون هذا صحيحًا؛ ولكن للأسف هذا هو الموجود على الساحة الآن. عملية الإنتاج مكلفة. دخلنا في مجال الإنتاج ووجدنا أن إنتاج أي عمل يحتاج إلى شهور. لكننا مع ذلك نحقّق نجاحًا معقولاً، ومؤخّرًا نلنا إحدى الجوائز الهامة. كذلك نلنا جائزة أخرى من مهرجان تلفزيون القاهرة ونلنا جوائز عالمية. مصادمة القيم * هل كلها عن أعمال الأطفال؟ نعم. هناك إمكانيات لتحقيق نتائج أفضل ولكن الإنتاج عملية مكلفة وتستغرق الكثير من الوقت. لذلك نجد أنفسنا مضطرين في كثير من الأحوال للتعامل مع أفضل الموجود. للأسف فإن كل الموجود به جوانب سيئة لا نرضى بها. إذا شاهدت قناة نيكلوديون مثلاً أو الجزيرة أو MBC تجد برامج في كثير من مضمونها ما يتصادم مع قيم المجتمع. بعض القنوات مثلاً بها برامج تتحدث عن الاحتفال بإعادة هيكل سليمان. الطفل بهذه الطريقة يبدأ تدريجيًا في كراهية عروبته والميل إلى هؤلاء. قدوات منحلّة * أصبح بإمكان الكثيرين إنشاء فضائيات خاصة بهم وذلك في ظل التسهيلات الكثيرة الموجودة، بصفتك خبيرًا في هذا المجال كيف تنظر إلى هذا الأمر وتأثيره على المجتمع وأخلاقياته؟ هذا هو كتابي الجديد الذي يتطرق لهذه المشكلة وهي تفريغ الأمة من مخزونها الثقافي. نقف الآن في مواجهة مشكلتين، خارجية وداخلية. هناك من يصدرون لك ثقافتهم وأنت تأخذها وتعرضها. كذلك لا توجد لديك الإمكانات لإنتاج هذه البرامج داخليًّا وليس لديك حتى من يخططون لك طريقة التحرك. اليهود على مدى المائة عام الأخيرة تمكّنوا من السيطرة على كل وسائل الإعلام الخارجي والفضائيات والتلفزيون والصحف وأصبح بإمكانهم تصدير هذه المنتجات للآخرين وللأسف نحن الذين نقوم بالاستيراد. هناك أفلام لا تتناسب مع أعمار الأطفال ولكنهم مع ذلك يشترونها لأنه لم تعد هناك معايير تراعي ما يتناسب مع سن الأطفال. القنوات مفتوحة ونحن نجهل تأثيرها على عقل المواطن العربي. لا توجد حتى دراسة توضح التأثير النهائي لهذه المنتجات على ذهن الطفل العربي لأن هذه البرامج كلها خلاعة وانحلال وترسيخ بعض النماذج كقدوات للفتيات أمثال هيفاء وهبي. حتى في الحفلات فإن الموجودين يؤدون نفس الأغاني. المفردات كلها خلاعة وقلة أدب. في النهاية فإن المواطن العربي القادم سيكون مسخًا أمام الانفلات الموجود وهذا ما حذرنا منه في السابق عندما ذكرنا أن المجتمع سيندم على هذه الأشياء التي لم ينتبه لها المسؤولون. في الإعلام الخارجي قدمنا نصائح بشراء محطات والإسهام في ما ينتج ويقدم حتى ولو بالحد الأدنى. الآن لا يمكننا أن نشاهد إلا ما يريدوننا أن نشاهده. هناك تحامل كبير علينا وتغلبت لغة الكراهية على ما سواها. نجحوا في تشويه صورتنا كمسلمين ونجحوا في الإساءة لصورتنا كعرب. وزارة بلا كوادر * قامت وزارة الثقافة والإعلام بإنشاء فضائيات جديدة. هل نحن في حاجة لمزيد من هذه الفضائيات أم ترى أنها ينبغي أن تتحول إلى القطاع الخاص بدلاً عن أن تتحمل الدولة أعباء تشغيلها وتكاليفها؟ لو سألنا أي شخص دارس فسيدرك أنها بلا شك مخاطرة والمفروض أن نقوم بتجويد الفضائيات الموجودة حاليًا وبعد ذلك نفكر في إنشاء فضائيات أخرى. لكن للأسف الشديد ومع حبنا الشديد لمعالي وزير الإعلام إلا أنه أتى في وقت أفرغت فيه الوزارة من جميع طاقاتها وكوادرها المؤثرة والمؤهلة. منهم من تقاعد ومنهم من اضطر للتقاعد. كما ذكرت لك من قبل لم تكن هناك مخرجات أو بعثات يستطيع أن يختار منها للانطلاق. لا توجد كفاءات جيدة تتناسب مع ظروفنا الحالية التي نمر بها والهجمة الشرسة الممارسة علينا والغزو الثقافي والإعلامي والسياسي الذي نعيش في ظله والقلق الذي يسيطر علينا. بعد سقوط أفغانستان والعراق والمجازر الإسرائيلية في غزة وغيرها لا نستطيع إلا أن نفكر في من سيكون عليه الدور. نحن نعيش في ظرف دقيق والعراق يمر بمأساة لا يمكن تصورها ويحتاج لأكثر من خمسين عامًا حتى يستطيع أن ينهض من كبوته مجددًا. نحن في حالة قلق ولا بد أن تكون لنا خطط للحماية داخليًّا وخارجيًّا من هذه المخططات السياسية والإستراتيجية لأننا مستهدفون، وما دام لدينا بترول فلن يتركونا في شأننا أبدًا. خصخصة أمريكية * في ظل غياب الكوادر المؤهلة التي قلتم بها.. كيف يمكن للإعلام أن يتناسب مع المكانة السياسية والاقتصادية التي تمتاز بها المملكة وكيف يواكب تطور الدولة؟ عن طريق إحضار بالشخص المناسب حتى يمكن لنا أن نرى بصيصًا من الأمل في التطور بعد خمس سنوات. لكننا للأسف لا زلنا نعتمد على الولاءات والعلاقات الشخصية. للأسف الشديد فإن الوزارة قد تم تفريغها من الكفاءات الفاعلة التي يستطيع المسؤول أن يختار من بينها من ينفذ خططه. في كثير من الدول توجد خيارات واسعة يمكن عن طريقها إنجاز الكثير. القطاع الخاص ربحي في المقام الأول. التلفزيون الأمريكي هو الذي صدر لنا فكرة أن تتم خصخصة الإعلام. في الولاياتالمتحدة أوقفت كثير من البرامج الجيدة والهادفة لأنها لا تملك القدرة على جذب الإعلانات. الآن نفس الأمر موجود لدينا وحتى القطاع الخاص يريد البحث عن الإعلان الذي يأتي من المشاهد الذي يفرض ما يريد مشاهدته. بريطانيا بقيت لسنوات وهي تحارب خصخصة التلفزيون. اتجه كثير من المشاهدين للتلفزيونات الأمريكية مما اضطرهم للتنازل وتغيير الأفكار والخطط. كانت برامج BBC وغيرها برامج جادة وعلى مستوى قمة في الجودة. في الآخر تنازلت لأن الغزو الأمريكي للتفريغ الثقافي غلب على كل العالم. العالم أصبح اليوم ذا اتجاهات خاصة. إفشال مستمر * ماذا عن الإنتاج البرامجي وكيف تراه.. ولماذا هو ضعيف؟ الإنتاج الجيد يحتاج إلى ميزانيات جيدة وكوادر جيدة. كيف يكون إنتاجك جيدًا إذا لم يكن لديك كاتب السيناريو الذي يحدد الموضوع الجيد؟ في كل قطاعات الإعلام أعتبر – ولا فخر – من أكثر الدارسين؛ حيث درست جميع أنواع الإعلام السينما والتلفزيون والإنتاج والإخراج وغير ذلك. عملت في فيلم «الرسالة» ولكن جاءتني تعليمات بعدم الاشتراك. يمكن أن ندخل في مثل هذه الأعمال الكبيرة بنفس طريقة اليهود الذين تدفع لهم بعض الجهات مبالغ مالية نظير إنتاج أعمال درامية معينة. اليهود قاموا بإنتاج فيلم عن المحرقة وأكسبوه 8 جوائز أوسكار وفرضوه على المدارس. هذه هي المحرقة التي ظلوا يرددونها 60 سنة رغم أنهم نفذوا عشرات المحارق. الفيلم الجيد لا بد أن يخدم من حيث السيناريو الجيد والتمويل الكافي. لكن للأسف لا يوجد أحد على استعداد للدخول في هذا المجال. وقد تمت عدة محاولات لكنها للأسف الشديد أفشلت لعوامل عديدة. انفتاح بدون وعي * لمجتمعنا موقف قلق حيال السينما، ولعلك اطلعت على الحراك الذي يحدث في هذا الجانب. ما هي وجهة نظركم في هذا الأمر؟ للأسف فإن معادلة المجتمع لدينا مختلفة. هناك انفتاح بدون وعي. في السابق كنا نتحدث عن انغلاق كامل والآن نتحدث عن انفتاح كامل دون أن يكون هناك تدرج في الموضوع. القضية الكبرى هي ما يمكن أن يشاهده الناس. للأسف الشديد فإن القضية الأساسية أصبحت في هذا الجانب. معظم الأفلام التي تعرض على السينما يتحكم فيها الجنس. في السابق كان الأمر مختلفًا. حتى أفلام الفيديو أو تلك التي تعرضها MBC2 أو MBC4 هي أفلام يستحيل أن يترك أب راشد أبناءه ليتفرجوا عليها. موضوع السينما أصبح مشكلة. الاختلاط بدأ في الظهور الآن والمرأة بدأت تشارك الرجل في أماكن العمل. لذلك أعتقد أنه من الممكن أن يتم تقنينه ولكن المشكلة كلها في موضوع الخوف منها.