الجنس والحب أهم من الطعام، لان الطعام مجرد تحصيل حاصل حسب رؤية مخرجة منفلتة هي المصرية إيناس الدغيدي وممثل مضطرب الشخصية هو السوري باسل خياط، فقرة مقززة استغربت إقحامها في برنامج "آخر من يعلم" . فلسفة الجنس والحب والطعام تمت مناقشتها بتفاصيل متحررة من الثلاثي الدغيدي وخياط ومقدمة البرنامج أروى، كانت حلقة البرنامج ومقدمته احتفالية بالتباهي بالأدوار البطولية للمخرجة الدغيدي وشهرتها عبر تقديمها المشاهد الساخنة والخادشة للحياء وتحيتها كثيرا لدورها البطولي في هذا المجال!! من الممكن تجاوزا ان نشاهد تفاصيل تلك الحلقة المنفلتة من البرنامج في أي مكان غير شاشة التلفزيون وعند الضرورة لذلك، من المهم على الأقل ان تكون مسبوقة بتنويه وبإعلان تحذيري للمراهقين والمراهقات وأسرهم تتضمن بكل أسف انهم سيشاهدون "قلة حياء"!! نشتكي من المسلسلات المدبلجة وخصوصا التركية في تقديمها مخالفات غير أخلاقية، حسب موضوع حلقة برنامج "مساء الأربعاء" عبر أثير إذاعة الرياض الاربعاء الماضي، ونتناسى أننا نفتح المجال لما هو اكبر وأعظم من خلال الإشادة على سبيل المثال بخطوة المخرجة الدغيدي بالإعلان عن فيلمها القادم عن "زنا المحارم"، والتفاعل مع المشاهد والتلميحات الخادشة لمسلسل "أيام السراب" الذي يعرض حاليا. في "مساء الأربعاء" مع الزميلين المتألقين خالد الشهوان وشيرين الرفاعي تحدثت عند استضافتهم لي، عن القيمة الفنية للمسلسلات المدبلجة وانتقدت من قدمها لنا دون "تهذيب"، وبالعكس تماما نجد الانفتاح غير المنطقي والخارج لحدود الحياء في أعمالنا العربية التي بدأت هجمتها الشرسة مؤخراً، ولم يكن لذائقتنا أي احترام، لأن الرد الجاهز لهؤلاء ببساطة "انتقل بالريموت لمحطة أخرى". اكرر حلقة جنسية ساخنة بشكل مباشر كانت عليها حلقة برنامج "آخر من يعلم" وبصورة مباشرة، جعلت من الممثل خياط يرتبك في أحيان كثير ويتنصل من صفته التي يتباهى بها كونه "رجل شرقي غيور" فتارة يتوافق مع فلسفة الدغيدي وتارة أخرى لا يتوافق معها، كقوله ان "الطعام" مجرد تحصيل حاصل لأن الحب والجنس أهم، وتناسى أخونا لو انه تذوق مرارة الفقر والجوع، هل سيبحث عن الجنس والحب بهذا الحماس!! متى نصل للتصنيف المثالي لبرامجنا وما تقدمه للمشاهدين، هل تقديم مثل هذه النوعية من البرامج أصبح أمر عادي ومطلوب للمشاهدين، ام ان المشاهد لا خيار له وعليه القبول بالأمر الواقع والمشاركة مع أسرته في ترتيب من هو أهم: الجنس او الحب او الطعام، والتصفيق بحرارة وإعجاب لآراء الدغيدي حول الممارسة الجنسية وفلسفتها، والانتظار بفارغ الصبر لفيلمها القادم "زنا المحارم"، كيف يفرق المشاهد ما بين برامج التسلية البريئة وبرامج الإثارة والغثاء، شخصيا أتوقع أن العشوائية التي تعيشها فضائياتنا هي السبب الحقيقي، لأنهم يتوقعون ان المشاهدين يهمهم معرفة من الأهم، فهل أنت عزيزي القارئ مستعد لسؤالك عن الأهم والاهم والاهم، أم أن مجرد تغيير القناة وبسلبية اتجاه ما يحدث هي"الحل"!!