مكة أون لاين - السعودية يسألني يكيكي - جزاه الله خيرا- عن نشر الجرائم والحوادث البشعة بالأخص في الصحف الإلكترونية، والذي أصبح ظاهرة حقيقية! قلت له من خبرتي الصحفية في الإعلام القديم هناك توجيه للصحف بعدم نشر الجرائم والحوادث البالغة البشاعة، وبالأخص إذا كان نشر المادة بالصور الحركية الفوتوجرافية!! ولكن لاحظت في السنوات الأخيرة أن الصحف الورقية وكافة أشكال الإعلام المطبوع أخذت في نشر الجرائم والحوادث البشعة جدا بشكل غير معهود وكأنها تحاول تقليد الصحف الإلكترونية أو مضمون الإعلام الرقمي. ذكر يكيكي أنه معترض على مسألة نشر الحوادث والجرائم بكافة أشكالها وبالأخص في الصحافة الإلكترونية، لأن في ذلك تجاوزا أخلاقيا يتضرر معه ضعاف القلوب أو أقارب الضحايا أو حتى الجمهور العادي ممن يتأذى من نشر هكذا أحداث.. حقيقة قلت ليكيكي إن الصحافة الإلكترونية فعلا تطفح بأخبار الحوادث والجرائم بشكل مبالغ فيه، للدرجة التي قد لا يكمل القارئ معها تصفح الصحيفة لحالة الكآبة والسوداوية التي تضرب جهازه العصبي بشكل أو بآخر.. حتى تعليقات القراء ممن يتابعون هذه الأخبار الموحشة تجدها تعكس نفسيات متأثرة بشكل أو بآخر بعد تعرضهم لها، بل إنني أنا شخصيا يا يكيكي إذا أردت أن أكتئب أو أصاب بحالة من السوداوية عن الواقع الحياتي أتصفح هذه الصحف التي يبدو أنها استثمرت في هذه النوعية من المواد الإعلامية بحساباتها أن الجمهور يتابع هكذا مواد، بل يتشوق لقراءتها وتصفحها بشكل كبير وبالأخص أنهم يقيسون ذلك بتعليقات القراء التي تتجاوز تعليقاتهم على القصص الإخبارية العادية. يكيكي يسأل: أليس هناك بعد أخلاقي للصحفي يجب أن يلتزم به في نشره لهكذا قصص خبرية؟! قلت له والله أنا أعرف الآن أن هناك جمعية للإعلام الإلكتروني تم تدشينها مؤخرا من وزير الإعلام ولها مجلس إدارة موقت لإعداد قواعد وميثاق النشر، وأظنها قريبا ستمارس عملها. وأتمنى أن تأخذ هذا الأمر في الاعتبار، خاصة مع الصحف الإلكترونية المرخصة من الوزارة والتي يتجاوز عددها الخمسمئة صحيفة إلكترونية.. ووجود ميثاق شرف أخلاقي لطبيعة ما ينشر في هذه الصحف وما هو مسموح به وما هو مؤذ وغير أخلاقي وغير مسموح به.. يكيكي على أية حال غير متفائل بهكذا جمعية ويعتقد أن الحال سيظل سائبا طالما أن الصحف الورقية المطبوعة والمجلات تنشر هكذا قصص إخبارية دونما محاسبة من وزارة الثقافة والإعلام.. ولذلك وجود ميثاق شرف يشمل الإعلام القديم والجديد في قضايا النشر لهكذا مواد مسألة بالغة الأهمية ولابد من وجودها.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.