مال - السعودية لو نظرنا بعين ثاقبة ، وادرنا الرؤس قليلا حول مسألة التعليم ومخرجاته ، وحاجة السوق ، والاوضاع الاقتصادية المتغيرة ، لوجدنا ان هناك بعض الخلل في عملية وضع الحلول المناسبة للكثير من المشاكل ، التي واجهت المجتمع ( تعليميا واقتصاديا ) والتي من اهمها ( البطالة ) والبطالة تغيرت من ( بطالة مقنعه الى بطالة حاسرة الراس واضحة ) والارقام في هذا واضحة اكثر ، حيث الوظائف ذات المستوى القليل جدا نزولا الى الرواتب المتدنية جدا جدا ، مما يؤثر على عملية الاقبال عليها ، في حين ان الارتباط وثيق مابين هذه المشكلة والتوظيف الفعلي بعد التخرج ، ولعل هذه من اكثر القضايا التي تشغل بال المهتمين بالاستفادة اقتصاديا من مخرجات التعليم التي ستلعب دورا كبيرا في تنمية المجتمع ، التي تعتمد بشكل مباشر على الخبرة المكتسبة وصناعة المعرفة ، ثم المهارات المالية البشرية التي تتحكم فيما بعد على مدى توظيف الموارد وتستفيد منها ، ان التحديات التي تواجه المجتمعات حينما تقف الدراسات ( محتاره بشكل مباشر او غير مباشر) امام الخطط التي وضعت للاستفادة من التعليم العام على المدى البعيد ، ثم التركيز على زيادة مخرجات التعليم الثانوي ، ثم الضغط على مؤسسات التعليم العالي لاستقطاب الكم الهائل من هذه المخرجات مما ادى الى التوسع الكمي لانشاء اكبر عدد من الجامعات في القطاعين الخاص والرسمي ، اضافة الى الابتعاث الخارجي والاعداد الهائلة من الخريجين والخريجات ، انما هي السبب في افراز زيادة هائلة من الضغط على التوظيف وبخاصة في القطاع الحكومي الذي يقف عاجزا في كثير من الاحيان امام هذه المشكلة . أن التعليم بمفهومه الاقتصادي ( والذي يتضمن خطط مدروسه بعناية ذات ارقام حقيقية ومطبقة فعليا ويستطيع ان يواجة الفجوات مابين ماتمت دراسته ومابين الواقع ) في عملية الاستفادة من اجيال المستقبل ستحل الكثير من ( اللخبطة ) التي نعاني منها في استقطاب الشباب ( من الجنسين والذي يتردد في قبول الكثير من الوظائف بالرغم من ان اكثرهم يحمل شهادات وخبرات تقاس على انها جيدة جدا ) وضخهم لميدان العمل ومعترك الحياة المنتجة ، والاستفادة من الطاقات لديهم في مختلف المجالات ( وهنا يأتي دور الجامعات التي تؤهلهم بالفعل لهذا الجزء من حياتهم ) ليكون المردود قمحا سائغا للجميع كما تقول الحكمة ( اذا اردت ان تحصد سنة فازرع قمحا، واذا اردت ان تحصد لعشر سنوات فاغرس شجرة ، واذا اردت ان تحصد مئة سنة فعلم الانسان واستثمره ) وهذا تفسير واضح للمفهوم الاقتصادي للاستثمار في رأس المال البشري الذي يكون منطلقه من التعليم ومخرجاته التي تؤهل التنمية البشرية من خلال ايجاد مخزون تعليمي لدى الافراد يمكن قياسه مستقلا عن العدد السكاني ، ولكنه مرتبط بالانسان الذي يحتاج لادارة حكيمة مهمتها قياس المخزون التعليمي ، والعائد التعليمي الذي يمكن قياسه بالمقاييس الاقتصاديه ( مكاسب مالية مثلا ) والتنمية بشكل عام المرتبطه مع الحاجات الحقيقية للناس حاضرا ومستقبلا ( منظومة اقتصادية ) تواجه التحديات الحاضرة بقوة وصلابة .