تعتبر شريحة الشباب من أهم شرائح المجتمع وأكثرها فاعلية وقدرة على العطاء، إلا أن هنالك من يتساءل عن مستقبل هذه الشريحة ولماذا تنجح قطاعات في توظيف هؤلاء الشباب وتخفق أخرى؟ في الوقت الذي نجد أن أكثر الدول المتقدمة تخطط للاستفادة من طاقات الشباب وتوظيفها بما يتواءم مع الأهداف الاجتماعية والوطنية. حول هذا الاستثمار في طاقات الشباب السعودي وكيفية الاستفادة من طاقاتهم التقت (الندوة) بمجموعة من الشباب الذي تباينت آراؤهم حول استثمار طاقات الشباب، تحدثوا عن مشاكل التدريب والتأهيل في ظل النمو الملحوظ في سوق العمل السعودي وموقف القطاع الخاص من توظيفهم: في البداية يقول فهد سعود إن أفضل استثمار يمكن أن يقدم للشباب هو توفير فرص العمل المناسبة لطاقاتهم وقدراتهم، والمشكلة التي يعاني منها الشباب هي رفض القطاع الخاص توظيفهم بحجة عدم التأهيل والخبرة، لذا فالعديد من الخريجين لايجدون الوظائف التي تتناسب مع تخصصاتهم، حيث يلاحظ وجود خلل واضح في دور الاقتصاد المحلي خاصة القطاع الخاص في استيعاب هذه الفئة، مما يزيد من نسبة البطالة بين الشباب الأمر الذي يجعل منهم صيداً سهلاً للأنشطة اللامسؤولة، لذا فالبطالة أصبحت قضية تؤرق هذه الشريحة وبالتالي يقعون ضحية للإحباط واليأس. بينما يقول أحمد البشري في تقديري أن معالجة مشكلة البطالة غير دقيقة إذ لابد أن تكون هنالك آلية لقياس معدل البطالة في سوق العمل السعودي وذلك بحسب المعايير المتعارف عليها دولياً، حتى يمكن ايجاد الحلول المناسبة لهذه القضية الشائكة، ونحن نشاهد في الكثير من الدول الأخرى إعلان معدل البطالة بشكل دوري وواضح، مما يمنحها الاطلاع على مصادر المعلومات المطلوبة وبحث المشكلة، لذا نأمل من الجهات ذات العلاقة وضع الحلول لهذه الشريحة. ويقول سهيل علي يجب أن تكون هناك دراسة واضحة تعرف من خلالها حاجة سوق العمل المحلية، ومعرفة التخصصات المطلوبة علمياً وفنياً، لأن مانراه الآن هو وجود فائض بشري كبير من خريجي التخصصات النظرية، والانسانية، مما يقودنا إلى الحديث عن ضرورة وضع الخطط الوطنية وبشكل جدي وبالصورة التي تهدف إلى تشجيع الشباب إلى التوجه إلى التخصصات التي تحتاجها السوق المحلية، وهذا يتوقف على توافق مخرجات التعليم مع حاجة سوق العمل. بينما يرى محمد بن محفوظ أن قضية الشباب والبطالة حلها هو التدريب والتأهيل بما يتلاءم مع ظروف الشباب وحاجاتهم الاجتماعية، وما يناسب سوق العمل لمعالجة هذه الإشكالية، والعديد من الشباب يرد على الشركات ومؤسسات القطاع الخاص التي تدعي أن الشباب السعودي ليس لهم كفاءة وخبرة وجدية، بأنهم يختلقون هذه الأعذار والأسباب الواهية حتى لايتم توظيف الشباب، لذا تلجأ معظم الشركات والمؤسسات إلى توظيف العمالة الأجنبية الرخيصة من أجل تحقيق مكاسب وأرباح، لذا نناشد نحن الشباب الجهات المسؤولة للالتفات إلى هذه الشريحة المهمة وتأهيلها حتى يساهموا في دفع عجلة التنمية إلى الأمام. ويقول أحمد الثبيتي نحن بحاجة ماسة للاهتمام بمراكز التدريب والتأهيل للكوادر الوطنية من أي وقت مضى سيما في ظل النمو والتوسع الذي تشهده المملكة في مختلف قطاعات العمل خاصة سوق العمل السعودي حتى نستطيع مواكبة النهضة التطويرية المباركة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين رعاه الله . لأننا بالتدريب والتأهيل سوف نتخطى الكثير من العقبات والتحديات التي تقف في وجه استثمار الطاقات السعودية التي يحتاجها سوق العمل من الشباب السعودي الطموح، وهناك شركات كبرى ورائدة بدأت ونجحت في استقطاب الشباب والشابات، نظراً لما تقدمه من برامج تدريبية لهم، مما سيحد من مشكلة البطالة خاصة وسط الخريجين.