وفق تصريح وزير العمل السعودي الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي لوكالة الانباء السعودية عقب توليه الوزارة في مايو الماضي فإن عدد العاطلين عن العمل من السعوديين في المملكة حسب الإحصاءات الرسمية يقدر بنحو 300ألف عامل وهو ما يشكل نسبة 9.6 في المائة من إجمالي قوى العمل السعودية.. هذا الرقم هو دافعنا لعمل هذه السلسلة من التحقيقات للدخول في تفاصيل قضية البطالة اسبابها ولماذا تزداد النسبة ولا تقل رغم العدد الكبير من الجهات التي قامت خصيصا لدعم الشباب والخروج بهم من حالة البطالة، ولتقييم عمل تلك الجهات الداعمة للشباب في القطاعين العام الخاص، لقد قسمنا العمل في هذه التحقيقات الى اربعة اقسام أو بالاحرى أربعة تحقيقات تحاول الاجابة عن السؤال الكبير : لماذا توجد بطالة في المملكة؟ في التحقيقات نجيب عن هذا السؤال ونقدم تجارب ناجحة في القضاء عليها نستعرض حلول نخبة من ذوي العلاقة والمهتمين بالشأن للبطالة ،آملين مع انتهاء السلسلة ان تكون صورة البطالة وكيفية معالجتها قد اتضحت تماما من جميع ابعادها . ونواصل تحقيقاتنا حول العمل والبطالة والشباب وقد استعرضنا في التحقيقين الاول والثاني الجهات الداعمة للشباب على مستوى القطاع العام والقطاع الخاص كما استعرضنا آراء الشباب وتجاربهم ونجاحاتهم واخفاقاتهم في مجال العمل وفي هذا التحقيق سوف نستعرض عددا من الدراسات واوراق العمل ذات العلاقة بتحقيقاتنا اضافة الى آراء بعض المتخصصين والاكاديميين في اسباب البطالة وطرق علاجها .. وفي البداية نذكر بان حلقة العمل الخاصة بقضايا الشباب بمنطقة الرياض التي عقدها رئيس اللقاء الوطني الشيخ صالح الحصين في شهر شعبان الماضي تمهيدا لطرح نتائحها في اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري الذي تقرر انعقاده خلال شهر شوال القادم في المنطقة الشرقية حول مشاكل وقضايا الشباب كانت قد توصلت الى توصيات جديدة في ورشة العمل التي شارك فيها 25شابا موزعين على مراحل التعليم المختلفة اضافة الى شباب يمثلون قطاع العمل الحكومي والخاص وشباب من العاطلين عن العمل وكذلك من ذوي الاحتياجات الخاصة وقد تمت مناقشة أربعة محاور منها الشباب والعمل ومن ابرز التوصيات ذات العلاقة التي خرج بها اللقاء: تشجيع الشباب على اقامة مشاريع تجارية صغيرة واعتماد مكافأة شهرية للمتخرجين العاطلين عن العمل حتى يتوفر لهم وظيفة وتشجيع الشباب بالاعتماد على الذات في العمل في أوقات الفراغ اضافة الى توفير فرص التدريب التعاوني في المدارس والكليات وايجاد فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات الحكومية والاهلية. البطالة في سوق العمل السعودي تحت عنوان «البطالة في سوق العمل السعودي» قدم الدكتور إحسان علي بوحليقة عضو مجلس الشورى ورئيس مركز جواثا الاستشاري للمعلوماتية ورقة عمل قيمة لملتقى تنمية الموارد البشرية الذي انعقد في الرياض في الفترة من 4-6 ربيع آخر1425ه الموافق 23-25 مايو2004 ولقد استعرض الدكتور بو حليقة في بداية ورقة العمل مأزق سوق العمل السعودي معتبرا انه يتلخص في دخول اعداد متزايدة من المواطنين الذين لا يمتلكون الخبرة للبحث عن العمل في سوق لازالت توظف أعداداً متزايدة من العمالة الوافدة، معتبرا انه ليس من الممارس اقتصادياً، حتى في الاقتصاديات الكبرى أن تفتح سوق العمل للعمالة الوافدة ... توليد فرص عمل جديدة وورد في ورقة العمل ان الاقتصاد السعودي يولد نظريا ما يكفي من الوظائف للوصول إلى ما يقارب التوظيف الكامل،اذ بلغ متوسط توليد الوظائف 140 ألف وظيفة جديدة سنوياً خلال الفترة 1994 - 1999 ويقدر متوسط الطلب على الوظائف سنويا ب (160 ألف وظيفة) حتى نهاية العام 2004 ماذا حدث للسعودة؟! السعودة هي استراتيجية وطنية مهمتها اصلاح التشوه في سوق العمل السعودية.. وقد قامت بمبادرة حكومية تهدف إلى التحسين المتدرج لمساهمة السعوديين والسعوديات في قوة العمل باتباع سياسة الاستعادة المنتظمة والمتدرجة لفرص العمل المشغولة بوافدين مع حفظ معظم فرص العمل الجديدة ليشغلها سعوديون. غير ان معدل البطالة تصاعد في السنوات الأخيرة بسبب أن السعودة لم تطبق فقد استهدفت الخطة الخمسية السادسة تقليص العمالة الوافدة بنحو 320 ألف وظيفة على مدى الفترة 1995 - 1999 لكن نتيجة لعدم تطبيق سياسات السعودة بصرامة وانتظام وشمولية، فقد انتهت الفترة دون أن تحقق المستهدف.. حيث نما عدد العمالة الوافدة بنحو 60 ألفا وحسابيا فان هناك (320+60= 380 ألف فرصة فائتة)! خروج السوق من المأزق ركز الدكتور ابو حليقة على ان تنمية الموارد البشرية، ومراكمة الرأس المال البشري، وتطبيق سياسة السعودة بشقيها: الإحلال والتقليص.. مع الحرص على التقليص تشكل في مجموعها الحل والخروج من مأزق البطالة مقدما مبادرة مقترحة لرعاية رأس المال البشري تقوم على استيعاب الطلب المكبوت على العمالة السعودية المؤهلة وتوليد فرص عمل «ذات قيمة» للداخلين الجدد لسوق العمل مما يؤمن ما يزيد عن 2,2 مليون فرصة عمل، من خلال تمكين السعوديين المؤهلين من منافسة العمالة الوافدة.. منافسة مهنية عادلة، ترتكز إلى أن للمواطن المؤهل والراغب في العطاء حقاً مكتسباً للعمل في وطنه اما العناصر الأساسية لتحقيق هذه المبادرة فتكمن في التطبيق التام لسياسات السعودة: التقليص والإحلال والتأهيل وحفظ الفرص الجديدة اضافة الى اقناع أصحاب الأعمال بالمزايا الاقتصادية والتشغيلية للسعودة مع تدريب التنفيذيين والمدراء على اقتصاديات السعودة وطبعا تأهيل العمالة الماهرة وشبة الماهرة عبر برنامج للتدرج (كما ورد في البند الرابع من الفصل الثالث من نظام العمل والعمال). بطالة اختيارية واستكمالا لموضوع اسباب البطالة التقت الرياض الدكتور عبد الواحد الحميد وكيل وزارة العمل للتخطيط والتطوير والذي قال مشاريع دعم الشباب للقضاء على البطالة كثيرة في بلادنا وبعضها قطع شوطا طويلا في اتجاه تدريب وتأهيل وتشغيل الشباب، فلدينا مثلا مشاريع امراء المناطق مثل المدينةالمنورة وابها ونجران والقصيم والدماموجده، هناك مشروع الامير محمد بن فهد وهناك مشاريع ناجحة للامير فيصل بن بندر وايضا الامير تركي بن عبدالعزيز صاحب المشروع الكبير على مستوى العالم العربي لتقديم المنح والبعثات الدراسية لدينا ايضا مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بل حتى في اطار المؤسسة الواحده هناك عدة تنوعات مثلاً مؤسسة التعليم المهني لديهم عدة برامج منها البرنامج العسكري والتنظيم الوطني للتدريب المشترك .. لدينا ايضا مؤسسات رائدة في القطاع الخاص في مجال التدريب والتأهيل كمؤسسة عبد اللطيف جميل، ولا ننسى الجامعات وعمادات خدمة المجتمع والتعليم المستمر، البطالة ليست هما داخليا نعاني منه وحدنا، البطالة قضية عالمية تعاني منها كل البلاد المتقدمة منها والنامية، والمهم كيف تعالج الدولة البطالة وكيف يستجيب المواطن للحلول المقدمة .. و يمضي الدكتور الحميد قائلا: مؤخرا كان عندنا في وزارة العمل اجتماع مع وزير العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية، كان هناك شباب تقدموا استجابة لمبادرة الصندوق في تأهيلهم وتوظيفهم في القطاع الخاص فوجئنا ان عدد الذين قبلوا بالوظائف المتاحة اقل مما ينبغي بكثير، كان الشباب يريدون وظيفة حكومية ولم يقبلوا بوظائف القطاع الخاص براتب 3000 ريال .. بعض الشباب ينظرون للعمل على انه وظيفة تدخل اليهم نقودا، ولا يلتفتون الى قيمة العمل، حتى ان بعض العاطلين دونوا عناوينهم خطأ ولم يستدل على اماكنهم .. الامر اكبر من مجرد تشغيل شباب الامر ان يشعر الشاب بقيمة العمل واهميته في تحويله الى كائن ايجابي في المجتمع، فاذا كان سؤالكم لماذا البطالة رغم كل هذه الجهات والجهود فالاجابة ببساطة لتدني قيمة العمل لدى الشباب .. معظم الشباب يريدون وظائف بالمعنى الشعبي للوظيفة أي كم الراتب وما هي المميزات، لذا فان البطالة التي نعاني منها هي في معظمها بطالة شعبية وليست بطالة علمية، فالبطالة علميا عدم وجود وظائف للشباب في سن العمل والباحث عنه والراغب فيه، اما عندنا فهناك وظائف لكن هناك شباباً يفضل البقاء في البيت لان الراتب لا يعجبه او الدوام لا يناسبه او المركز لا يرضي رغباته ولا اقول طموحاته .. وهؤلاء ليس من الانصاف ان نعتبرهم يعانون من البطالة فبطالتهم باختيارهم وهم للاسف نسبة لا يستهان بها . خصوصية سعودية! وللدكتور عبد الواحد الحميد ورقة عمل قيمة كان قد تقدم بها الى ملتقى تنمية الموارد البشرية وهي دراسة قيمة وتعتبر جديدة في نوعها وعنوانها كان «الجدل حول قياس البطالة:هل هو خصوصية سعودية؟» اورد فيها ان التقديرات الرسمية للبطالة في المملكة هي على التوالى 8,1٪ عام 1420ه و9,66٪ عام 1423ه وفق مصلحة الاحصاءات العامة، اما التقديرات غير رسمية فهي تراوح معدل البطالة خلال السنوات الأخيرة بين 14٪ و31٪ وذلك اما اعتمادا على التخمين اوعلى فرضيات علمية ولكنها تعكس رؤية من يقوم بالتقدير. وخلص الدكتور عبد الواحد الى ان تباين التقديرات - في نظر البعض - هو خصوصية سعودية أخرى! سببها التغطية على معدلات البطالة المرتفعة مع عدم وجود إحصائيات عن أي شيء اضافة الى كوننا لا نعرف كيف نقيس البطالة!! ما هي الخصوصية السعودية بالنسبة لسوق العمل السعودي فان خصوصيته مصدرها انخفاض معدل المشاركة في قوة العمل ووجود عمالة وافدة بأعداد كثيرة ووجود بطالة في أوساط العمالة الوطنية وانخفاض مستوى الأجور مع وجود بطالة هيكلية ناتجة من عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية ولا يمكن ان ننسى وضع المرأة السعودية في سوق العمل .. كل هذه العوامل مجتمعة ادت فعلا الى تباين الأرقام الأولية عن البطالة في المملكة . نحو تفسيرات جديدة واوصى الدكتور الحميد في النهاية بضرورة زيادة التنسيق بين مصلحة الإحصاءات العامة والجهات المعنية عن شؤون العمل حول المفاهيم الخاصة بقوة العمل، والأشخاص العاملين، والباحثين عن العمل، والعاطلين، والتفسيرات التي تناسب ظروف وأوضاع سوق العمل في المملكة كما اوصى بتقصير المدى الزمني لقياس البطالة ليكون شهرياً ووضع أسئلة معيارية مقننة في استبانة مسوحات القوى العاملة بحيث لا يترك المجال للمجيب عن الأسئلة أن تكون إجاباته انطباعية وطبعا استخدام التجهيزات الآلية الحديثة من قبل جامعي البيانات لتقليل حدوث أخطاء بشرية واوصى اخيرا بزيادة التنسيق بين مصلحة الإحصاءات العامة والجهات الإحصائية ومراكز المعلومات في الأجهزة الحكومية الأخرى لمعالجة التباين الشديد في بعض البيانات المتعلقة بالعمالة السعودية والوافدة. شبابنا مظلوم! التقت «الرياض» مع الدكتورة هند آل الشيخ استاذ الاقتصاد المساعد بمعهد الادارة العامة ورئيسة اللجنة النسائية بجمعية الاقتصاد لتدخل معنا في جدلية البطالة واسبابها في المملكة وطرق التغلب عليها ولقد جاءت اجاباتها لتناقض بعض الاجابات والدراسات التي سبق طرحها فقد اجابتنا قائلة: ما زلنا نتعامل مع البطالة كظاهرة وذلك لتعدد وتناقض الاحصائيات . الا انها ظاهرة ملموسة تنم عن واقع فعلي لاعداد كبيرة من الشباب من الجنسين يبحثون عن عمل ولم يستطيعوا الحصول على عمل يحقق الاجر المقبول لديهم.. والبطالة اصبحت ظاهرة نتيجة لخلل هيكلي في سوق العمل متمثل بارتفاع عدد العمالة الاجنبية في ظل توافر قوى عمل محلية من الجنسين، كما انها ناجمة عن المنافسة الشديدة لقوى عمل اجنبية رخيصة ذات مهارات متدنية تزاحم اليد العاملة الوطنية.. وتمضي الدكتورة هند قائلة : ان ما يطرح من قبل الكثيرين حول عزوف اليد العاملة السعودية عن عدد كبير من المهن غير صحيح وليس ادل على ذلك من عدد المتقدمين والمتقدمات لاي وظيفة معلنة مهما كانت درجتها. كما ان مايطرحه القطاع الخاص من عدم التزام العمالة الوطنية بقيم العمل هو نتيجة لعدد من الاسباب اهمها تدني مستوى الرواتب وغياب الحوافز، لذلك نلاحظ التزام الموظفين السعوديين في قطاع البنوك والشركات الكبيرة التي لديها نظام حوافز جيد. اما مايطرح كثيرا حول عدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل فقد يكون احد اسباب البطالة ولكن يمكن معالجته بتفعيل برامج التدريب على رأس العمل وهي مسئولية مشتركة بين القطاع العام والقطاع الخاص. و تختتم الدكتورة هند حديثها قائلة: ان استمرار الظاهرة ناجم عن غياب الاحصاءات الدقيقة ومن الصعب معالجة المرض قبل تشخيصه بناء على احصائيات شاملة ومحدثة تساعد صانع القرار على توجيه الدفة بشكل سليم. لذا نحن بحاجة الى نظام التقييد الذي سيبدأ في مطلع الشهر القادم للراغبين والراغبات في العمل مصنفين حسب مستوياتهم التعليمية, ومناطق السكن وما الى ذلك . واقع التوظيف في القطاع الخاص يقودنا حديث الدكتورة هند الى دراسة هامة جدا تحت عنوان «واقع التوظيف وتحدياته في القطاع الخاص» قدمها كل من أ.د. عبدالرحمن بن أحمد هيجان ود. سعيد بن عبدالله القرني لملتقى تنمية الموارد البشرية.. مؤشرات واقع التوظيف في القطاع الخاص: ** بلغت نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص (11,29٪) مقابل (88,71٪) من غير السعوديين !! ** اجمالي القوى العاملة بسوق العمل وفقاً لبيانات وزارة العمل 4,714,722عامل وعاملة ** بلغت نسبة النساء العاملات في القطاع الخاص (2,10٪) (98871) عاملة، نسبة العاملات السعوديات منهنَّ (25,07٪) ** كما خلصت الدراسة الى انه «لا يعرف بالتحديد عدد من تم توظيفهم فعلياً في القطاع الخاص لغياب الآلية الواضحة.» **عدد الوظائف الشاغرة المسجلة لدى وزارة العمل (44,358) وظيفة شاغرة. ** (60٪) من الوظائف الشاغرة معروضة من قبل المنشآت التي تبلغ العمالة فيها (100) عامل فأكثر. ** (31,85٪) من هذه الوظائف تتركز في أنشطة التشييد والبناء, و(24,82٪) في تجارة الجملة والتجزئة. **(74,89٪) من المؤهلات المطلوبة لهذه الوظائف هي الثانوية العامة فأقل. **(29٪) من هذه الوظائف كانت في مهنة سائق وعامل إداري. ** بلغ عدد طالبي العمل المسجلين لدى وزارة العمل ولازالوا في مرحلة المراجعة والبحث عن وظائف (79205) طلاب عمل منهم (79,67٪) من حملة الثانوية فأقل . كما خلصت الدراسة ايضا الى وجود قصور في قواعد البيانات المتاحة حالياً عن الوظائف الشاغرة في سوق العمل من حيث اكتمالها ودقتها وتحديثها اضافة الى ضعف متابعة تنفيذ قرارات السعودة لافتقار مكاتب العمل للقوى البشرية عدداً وتأهيلاً وضعف تعاون منشآت الأعمال مع مكاتب العمل وخاصة فيما يتعلق بتزويدها بالوظائف الشاغرة، وتدني مستوى الوظائف المعروضة اضافة الى محدودية فعالية المنشآت الصغيرة في عملية توظيف السعوديين. كما اكدت الدراسة تدني فاعلية مكاتب التوظيف الأهلية في عملية توظيف السعوديين، لقلة خبرات العاملين بها، وقيام مكاتب العمل والغرف التجارية بالتوظيف دون مقابل. وحدد الباحثان ايضا معدل الزيادة السنوية في نسبة السعودة في منشآت القطاع الخاص في كل من الرياض، جده، الدمام، الجبيل، في جميع الأنشطة الاقتصادية باستثناء الزراعة (4,6٪) خلال الفترة (1417-1420ه) . المعلومات .. المعلومات واختتم الباحثان دراستهما القيمة بتوصيات من اهمها ضرورة معالجة القصور في جانب المعلومات المتوفرة عن الوظائف في سوق العمل وطالبي الوظائف من حيث إيجاد قاعدة بيانات متكاملة ودقيقة وخاضعة للتحديث بشكل دوري، وايضا إلغاء مهمة التوظيف من مكاتب العمل وإسنادها إلى مكاتب التوظيف الأهلية نظراً لمحدودية فعالية مكاتب العمل في ذلك ولتمكينها من التركيز على مهمة متابعة تنفيذ قرارات السعودة بدلاً من تشتيت جهودها، كما اوصت الدراسة بدعم مكاتب العمل بالموارد البشرية وتدريبهم للقيام بمهمة متابعة تنفيذ قرارات السعودة بفعالية مع تفعيل التدريب على رأس العمل وقصر دعم التدريب المنتهي بالتوظيف على طالبي العمل غير المؤهلين ( خريجي الثانوية العامة فما دون ) حيث يشكلون ما نسبته (79٪) من طالبي العمل و(82٪) من العاملين في القطاع الخاص. الشباب بحاجة الى التوعية عطفا على دراسة التوظيف في القطاع الاهلي التقت الرياض الاستاذ عمر العنزي مسئول السعودة بمجموعة المهيدب الصناعية الذي حدثنا من واقع تجربته عن قيمة العمل لدى الشباب السعودي قائلا : في الحقيقة أن قيمة العمل لدى الشباب تختلف نسبياً بين شاب وآخر ونستطيع القول بأن قيمة العمل قد تختلف بين أخ وأخيه رغم ان كلاهما يسكن في ذات المنزل فنجد من هو مجتهد بعمله حريصاً على الانضباط في وقت الدوام طموحاً في تطوير نفسه وكسب ثقة رؤسائه جديراً بالثقة التي يوليها له أصحاب العمل وعلى قدر عال من تحمل المسئولية تجاه العمل الذي يوكل إليه، وعلى النقيض نجد العكس، وعليه فان قيمة العمل بين الشباب تختلف بين شخص وآخر ويصعب رصدها وتحديد تغيرها لدى الشباب، فمازلنا نقابل الصنفين دائما وفي اعتقادي تحديد الى أي حد تغيرت نظرة الشباب للعمل هو امر منوط بتغير المجتمع ككل وتطور افكاره ازاء العمل بدء من الاسرة مرورا بالمؤسسات التعليمية وانتهاء بالمنشآت التي سيمارس فيها الشاب ما تعلمه . ويمضي الاستاذ عمر قائلا : شبابنا يحتاج إلى تلقي المزيد من التوعية عبر أسرهم والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص واعتبار ان زرع قيمة العمل والحرص عليه والأخلاص فيه هي قبل كل شىء من تعاليم ديننا الحنيف ومن هذا المنطلق يأتي دور الأسرة ومؤسسات التعليم ومنشآت القطاع الخاص في غرس قيمة العمل في نفوس شبابنا . في انتظار الصندوق ويجيب الاستاذ عمر عن السؤال الجوهري لسلسلة تحقيقاتنا حول البطالة: لماذا تنتشر البطالة بين الشباب رغم العدد الكبير من الجهات في القطاعين العام والخاص التي تتبنى دعم الشباب؟ فيجيبنا قائلا: في الحقيقة هناك قصور كبير في عدة نواح أهمها التدريب على بعض المهارات والمعارف التي يحتاجها كلا القطاعين ومن أهمها ضرورة إتقان - ولو بقدر يسير- استخدام الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية لطالبي العمل، ومن ثم تأتي معرفة الشباب بطرق البحث عن عمل وكيفية أعداد السيرة الذاتية ومعرفة عناوين وأماكن المنشآت وكيفية اجتياز المقابلات الشخصية .....و ما الى ذلك، ونقول أن عزاءنا في هذا الجانب هو البرنامج الذي يستعد صندوق تنمية الموارد البشرية لطرحه بالمجان للشباب السعودي حيث يتلخص هذا البرنامج بتأهيل الشباب السعودي للعمل بالقطاع الخاص وأنا متأكد أن الصندوق قد أختار هذا البرنامج بعناية فائقة ستقضي بإذن الله على الكثير من جوانب القصور سالفة الذكر التي كان من شأنها ازدياد معدل البطالة رغم وجود العديد من المنشآت التي تدعم الشباب من كلا القطاعين العام والخاص . ويختتم الاستاذ عمر حديثه موجها نصيحة للشباب الذي يبدأ حياته ويرى أنه ضائع بلا وظيفة قائلا: لا لليأس، فمنشآت القطاع الخاص قد قطعت شوطاً كبيراً في توظيف الكوادر الوطنية وهم مستعدون لاستقطاب المزيد من أبناء هذا الوطن والفرص الوظيفية في ازدياد، وكل ما عليكم أن تجيدوا البحث عن العمل وتخلصوا بأعمالكم فتحسين صورة العامل السعودي لدى صاحب العمل تقع على عاتقكم وحدكم، كما أن عليكم واجبات عديدة تجاه أسركم وتجاه وطنكم ولن تستطيعوا القيام بتلك الواجبات إلا عن طريق التحاقكم بالعمل، ونحن مجموعة المهيدب وبقية منشآت القطاع الخاص نرحب بكم للعمل لديها ونتمنى لكم التوفيق والسداد. شبابنا تغير ونختتم تحقيقنا بلقاء مع مدير صندوق تنمية الموارد البشرية الدكتور محمد السهلاوي الذي يحدثنا بداية عن قيمة العمل لدى الشباب السعودي والى أي حد تغيرت نظرة الشباب للعمل قائلا:إن قيمة العمل في مجتمعنا تنطلق من نظرة الإسلام الذي يحث على العمل والإنتاجية بل انه يتعدى ذلك إلى إتقان العمل،وقد أحدثت بعض التغيرات الاقتصادية فترة الطفرة انعكاسات سلبية على مفهوم الشباب للعمل، وبسبب التغير الاقتصادي بعد الطفرة فان هذا المفهوم سوف يتغير ايضا والواقع يشهد على ذلك، حيث بدأ الشباب السعودي بالانخراط والالتحاق في وظائف لم يكن لها وجود في السابق،ولم تكن مستهدفة في السوق السعودي،وتعد تجربة صندوق تنمية الموارد البشرية رائدة في تدريب وتوظيف السعوديين في منشآت القطاع الخاص وفي العديد من المهن التي لم تكن تشهد إقبالا من الشباب السعودي. اما ما الذي يحتاجه الشباب لكي ترتقي نظرتهم نحو العمل وماهو دور المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص في هذا الصدد فيقول الدكتور السهلاوي : يحتاج الشباب إلى برامج توعية مكثفة في مختلف وسائل الإعلام لغرس مفهوم حب العمل والانتماء، لأن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها، وبالتالي يجب المبادرة في التغيير. أما دور المؤسسات التعليمية فتتمثل في إبراز مفاهيم وقيم العمل الايجابية والتحذير من القيم السلبية من خلال عدة وسائل ومنها المنهج التعليمي والدراسي وإقامة أيام مخصصة لهذا للشباب. وعلى القطاع الخاص أيضاً إدراج هذا على لائحة البرامج التدريبية لموظفيه، وكذلك وجوب وجود مخرجات تعليمية تنعكس ايجابيا على أداء الموظف، وعلى القطاع الخاص دور كبير تجاه الشباب لتحقيق التكامل بين القطاعين الخاص والعام بتدريب وتنمية مهارات الموظف . جديد الصندوق ويستكمل الدكتور السهلاوي حديثه ل «الرياض» قائلا: يبدأ صندوق تنمية الموارد البشرية في شهر ذي القعدة لعام1425ه .في تنفيذ برنامج تهيئة طالبي العمل في القطاع الخاص،ويهدف البرنامج إلى تهيئة طالب العمل للتكيف مع بيئة العمل في القطاع الخاص،ويتولى الصندوق الإشراف على هذا البرنامج والذي يقدم مجانا لكافة طالبي العمل . وحول الرقم النهائي لعدد الجهات والوظائف التي يؤمنها صندوق تنمية الموارد البشرية للشباب يقول الدكتور السهلاوي : بلغ عدد الاتفاقيات التي أبرمت مع الشركات 1082شركة، وبلغ عدد الفرص الوظيفية 35988فرصة. ونسأله لماذا تنتشر البطالة بين الشباب رغم العدد الكبير من الجهات في القطاعين العام والخاص التي تتبنى دعم الشباب ويجيب مدير صندوق تنمية الموارد البشرية الدكتور محمد السهلاوي قائلا :البطالة تنشر لعدم وجود المعلومة سواء الفرص الوظيفية من الجهات الموظفة، والعكس صحيح وهذا الجانب الذي يركز عليه الصندوق من خلال تنظيم لقاء توظيف مباشر بين المنشآت وكذلك طالبي العمل وأثمرت بالفعل عن إتاحة فرص وظيفية لطالبي العمل في العديد من الوظائف في القطاع الخاص، وآلية دعم الصندوق حصرت الاحتياجات الوظيفة الفعلية للمنشآت، وان مشروع وزارة العمل لحصر وتوظيف طالبي العمل سيكون له دور ايجابي لحل مثل هذه المشكلة. والبطالة موجودة في جميع المجتمعات،وحتى الدول المتقدمة تعاني بنسب متفاوتة من البطالة، ولايمكن القضاء عليها نهائيا،ولكن يمكن العمل على تقليصها لذا انصح الشباب بان يقبلوا على الالتحاق بالوظائف المتاحة، وخاصة ذات الطابع المهني والتي تشهد نقص في عدد السعوديين لأن الأوطان تبنى بسواعد شبابها، وكذلك من اجل اكتساب المهارات، وزيادة المعارف والتي تحقق رغباتهم وتطلعاتهم .