الاقتصادية - السعودية هناك صور إيجابية كثيرة من حولنا. لكن البعض يستغرقه الخوض في السلبي، حتى إنك تخشى أن تصيبك عدوى الإحباط. وهذه ظاهرة أتفهمها كثيرا من بعض الشباب المندفع، الذي يعيش فورة الحماس، ولكني أستنكرها من بعض شيبان "تويتر" الذين يعيشون تناقضات الماضي والحاضر، ومع ذلك يصر البعض منهم على أن تتلبسه صورة مخالفة لصورته في الواقع. هؤلاء يتعاملون مع بعض الصور والأخبار، كما تتعامل الفتيات الصغيرات مع قصص ساندريلا. هم يقومون بتجميع صور مختلفة من هنا وهناك، ثم يعمدون إلى إعادة إنتاجها باعتبارها تمثل منتهى المنى والأمل. ولكنهم يخدعون أنفسهم، ويضحكون على سواهم. فلا يمكن أن تتحدث عن جزء من صورة في لندن وأخرى في باريس وثالثة في جنيف... إلخ. ثم تضع هذه الصور في باقة أمنياتك لمدينتك المتخيلة. لا يمكن عقلا أن تثني على الأنهار وتتطلع إلى أن يكون لديك نهر يشق عباب هذه الصحراء. هناك أمنيات مجتزأة، يصوغها البعض باعتبارها تعكس مظهرا متقدما، لكنهم في واقع الحال لا يؤمنون بهذا الواقع ولا يمكن أن يمارسوه أبدا. صحيح أنهم لا يتوقفون أبدا عن الثناء على هذه المدينة القريبة أو البعيدة. ولكن لو أعدت فتح الموضوع الذي يثني عليه مرة أخرى لوجدته لا يؤيد استيراد الفكرة. هو يثني على الظاهرة مجتزأة، ويرفضها عندما تصطبغ بالصبغة الاجتماعية المحلية. والحقيقة أن بعض الأمور التي يثني عليها هذا أو ذاك وقد تؤيدها شرائح مجتمعية كبيرة لا تأتي منفصلة، وإنما تأتي ضمن حزمة متكاملة، إما أن تقبلها كلها أو ترفضها. لكن الناس في مجتمعنا أصبحوا يصفقون للصور المجتزأة، فتتحول المسألة إلى حالة أشبه بانفصام الشخصية. هو فقط يعطيك المظهر والمشهد الذي يراه، ويقوم بعمل فلترة كاملة لكل توابعه. الديمقراطية مثلا عنوان كبير، أكثر من يطالبون به لا يمكنهم أن يتعايشوا معه، باعتبارهم في الواقع طغاة صغارا في تعاملهم مع من حولهم. بل إن هناك عناوين أصغر، لا يمكنهم أن ينجحوا فيها. لننظر إلى مأزق الحوار، وكيف يتحول إلى همجية وشتائم لا تكاد تنتهي. الذي لا يتقن الحوار، لا يمكنه أن يتشدق بشعارات أكبر. @kalsuhail