عكاظ -السعودية مجلس الشورى (الحبيب) الحبوب لا أعلم ما الذي بيننا وبينه كي يصقعنا بين فترة وأخرى بقرار قراقوشي يقطر (نحاسة)؟، فقد أسقط أعضاء المجلس الموقر توصية لجنة الموارد البشرية ترفض مقترحا يدعو إلى زيادة درجات سلم الرواتب وقد وصف عضوان في المجلس الموظفين السعوديين في المراتب الدنيا بالتنابلة !، منهم التنابلة ؟..الموظفون الصغار ؟!.. الله يسامحكم، طبعا بعض أعضاء مجلس شورى الموقر يحسبون كل الناس مثلهم يعانون من فائض النشاط وفرط الحركة!. ** عموما كلمة (تنبل) ليست شتيمة فهي تعني الشخص الكسول وأغلب الظن أنها ليست عربية الأصل، ولأنني وإياكم أعزائي القراء إما تنابلة أو لدينا أقارب تنابلة فسوف أقص عليكم قصة شعبية شهيرة أسمها بمناسبة التنبلة وبإمكانكم أن تستمتعوا بأحداثها الطريفة وأنتم في وضع الاستلقاء وعنوان هذه الحكاية الشعبية (تنابلة السلطان) سأنقلها عن الزميل الراحل محمد صادق دياب رحمه الله عمدة جدة الجميل وحارس مشربياتها الرائع، ففي مقال نشر له قبل عدة سنوات في صحيفة الشرق الأوسط : ( يقال إن أحد السلاطين العثمانيين أمر بإنشاء دار للعجزة والمسنين، وخصص مبلغا للصرف على تلك الدار، لكن تلك الدار خرجت عن مسارها وأهدافها، وغدت ملجأ لكل كسلان، يجد فيها المأكل والمشرب والمأوى، فغضب السلطان حينما تكشفت له أحوال الدار، وأمر بمعاقبة مدعي العجز بإغراقهم في النهر، وفي الطريق إلى النهر أراد رجل من أهل الخير أن ينقذ هؤلاء الكسالى من الموت، فأخبر الجنود أن لديه مزرعة كبيرة لتربية الأبقار، تتوفر فيها الكثير من المياه، ويجلب إليها يوميا الكثير من الخبز اليابس من فضلات البيوت، ويمكن لهؤلاء أن يعيشوا في المزرعة، ويعتمدوا في طعامهم على تناول العيش اليابس بعد نقعه في الماء، وسمع التنابلة الحوار الذي يجري بين فاعل الخير والجنود، فسألوا فاعل الخير عمن سيتولى أمر نقع الخبز في الماء، فقال: «أنتم»، حينها صاح كبيرهم يستحث الجند بالإسراع إلى النهر لإغراقهم تنفيذا لأوامر السلطان) !!. ** في ذات المقال الذي تحدث فيه الراحل محمد صادق دياب عن التنبلة في التراث والتاريخ أشار إلى أن إحدى العواصم العربية فيها سوق تقدم فيه الخضراوات مقطعة أو مغسولة للطبخ ومن أجل ذلك أطلق على السوق اسم ( سوق التنابلة ) وزبائنه في الأغلب من النساء الكسولات، هذا السوق الذي تحدث عنه محمد صادق دياب رحمه الله متخلف في تنبلته بالنسبة لنا، فنحن اليوم يمكننا أن نقيس حجم تنبلة النساء في المطابخ من خلال عد سيارات المطاعم التي توصل الوجبات الجاهزة إلى المنازل !. ** شاهدت جزءا من جلسة مجلس الشورى التي ناقشت أحوال هيئة التحقيق والادعاء على شاشة القناء الأولى و أعجبني طرح الدكتور سعد مارق حول ضرورة فصل التحقيق عن الادعاء ونحن نتفق معه في ذلك فهما توأمان سياميان يحتاجان إلى عملية فصل عاجلة !. ** كي لا تضيع الفرصة بسبب التنابلة في كل مكان أتمنى لو قامت مجموعات تطوعية في كل المدن بإرشاد الشباب إلى حسن استغلال فرص الرزق التي تركتها العمالة المخالفة وأن تتعاون الجهات الرسمية في كل المدن مع هذه المجموعات التطوعية لإقامة المعارض التي ترشد الشباب إلى الخير الوفير المتوفر في هذه البلاد والتي كانت تعيش منها شعوب وقبائل من المخالفين. ** منتخبنا الأخضر تخلص من روح (التنبلة) التي سيطرت عليه لسنوات وعاد سيدا في الميدان لا يكل ولا يمل من اللعب بروح معنوية عالية طوال وقت المباراة، وبالأمس تحمس معلق المباراة بين منتخبنا ومنتخب الصين الشعبية وتمنى أن يكون لاعبو الصين مثل منتجاتهم الرخيصة !، وقد فات على الأخ المعلق أن المنتجات الصينية تبدأ من الإبرة ولا تنتهي بالأقمار الصناعية وأننا وبقية الشعوب (المتنبلة) لا نفعل أكثر من مد أيدينا إلى جيوبنا وشراء هذه المنتجات!.