تنبل اسم مفرد يجمع في «تنابلة» وقد ورد اسم هؤلاء مضافا إلى كلمة «السلطان»، فقيل في كتب التراث «تنابلة السلطان» وهم قوم لا يقومون بأي جهد أو عمل وإنما يعيشون على العطايا والهدايا والصدقات التي يتلقونها من الذين يزورون «السلطان العثماني» في تلك الأيام فيقعدون على طريق قصره يدعون للزائر بالتوفيق في لقائه بصاحب العظمة طالبين منه إعطاءهم ما تجود به نفسه مقابل دعائهم الحار له فيعطيهم الزائر بعض المال من باب الإحسان والصدقة وربما رجاء قبول دعائهم بقضاء حاجته عند السلطان. وكنت أسمع عن هؤلاء التنابلة ولكنني لم أرهم لأنني لم أدرك الدولة العثمانية ولا بهوات أو باشوات مصر، ثم وجدت نفسي قبل سنوات خلال زيارتي مع الشيخ محمد بن ناصر العبودي إلى نيجيريا، أمام مجموعة من التنابلة، وذلك عندما زرنا سلطان قبيلة البرنو في ولاية «مايدغري» وكان اسمه السلطان عمر الكاتمي وهو في عشرة التسعين ويدين له بالولاء في نيجريا وحدها ثلاثون مليونا من قبيلة البرنو والنسبة إليها «برناوي» فلما دخلنا للسلام عليه في قصره وجدنا أمام القصر وردهاته رجالا ممددين على جانبي الطريق والردهات وقد طلب منا مرافقنا الدكتور فضل خلود مدير مكتب الرابطة في أبوجا إخراج بعض «النيرات» والنيرة هي العملة النيجيرية الرسمية ففعلنا فأخذ يوزع ما قدمناه على التنابلة فلم يتحرك أحد منهم من مرقده بل مد لنا يده وهو «مسدوح» لأخذ النقود وكأنها حق من حقوقه التاريخية الثابتة. وقد سألت شيخا مكيا عن حكاية تنبل الذي يقرن بوسخ الحنبل فقال لي: إن التنبل هو الذي يتعدى في كسله كل معيار ومقياس فيصبح عديم الفائدة تماما، عالة على غيره في كل شيء حتى لو أنه أصابه العطش وكانت قارورة ماء باردة أمامه فإنه يظل عطشانا بعض الوقت لأنه يرى أن من الصعوبة عليه أن يمد يده لملء كأس الماء وشربه ويظل كذلك حتى يمر أمامه إنسان من أسرته فيقول له صب لي كأس ماء لو سمحت وناولني إياها فإذا شرب ناداه ليأخذ الكأس منه، أي أنه من جماعة «سألت الله يجمعني بليلى» الوارد ذكرهم في التاريخ، ولذلك فإن هذه العينة من الناس سيكون من الظلم لوسخ الحنبل مقارنته بهم، فكم حولك من تنبل؟!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة