""لقد حان الوقت لتبني الثقافة التركية في مدينتنا..."". هذه عبارة وردت في مطلع إعلان لأحد فنادق الرياض الشهيرة. الإعلان يخاطب عملاءه من أجل تحفيزهم على زيارة أحد المطاعم من خلال ما أسماه المهرجان التركي. الحقيقة لا يمكن الاعتراض على الترويج لمهرجانات الطعام العالمية، فهذه طريقة جذب تستهوي الكثيرين وأنا من هؤلاء، لكن الدعوة لتبني ثقافة غريبة بهذا الشكل، تستحق التوقف والتنبه. لا أحد يسمح لأحد بدعوة مجتمع ما لتبني ثقافة مجتمع آخر. هذه الدعوة المتطرفة، ينبغي الوقوف في وجهها ومنع تسويقها على شكل إعلانات محلية. من المهم فعلا أن تنضبط العبارات التي يقترحها في الغالب طرف خارجي، بالضوابط التي تضع اعتبارا لائقا بثقافة المجتمع، ولا تتطرف بالمطالبة بتبني الثقافة التركية، حتى إذا كانت هذه الدعوة في معرض الترويج للأطباق والحلويات التركية. البعض قد يقلل من شأن أمر كهذا، ويعتبر التنبيه إليه ينطوي على مبالغة. لكنني سأعكس العبارة، وأتخيل أن فندقا تركيا، قرر أن ينشر في إحدى الصحف التركية إعلانا يقول ""لقد حان الوقت لتبني الثقافة السعودية في مدينتنا إسطنبول لأول مرة ..."" ثم بعد ذلك يتم الترويج للكبسة أو الجريش. إن أيا من صحف تركيا التي يكيل بعضها الإساءات لنا، لن تقبل أن تنشر مثل هذا الإعلان. لأنها تنظر لثقافتها باعتزاز، وهذا حق لها، ومن حقنا أيضا ألا تتم دعوتنا لتبني الثقافة التركية أو أي ثقافة دخيلة. لقد أساء الإعلان التعبير، ومن حقنا تنبيه مصدره إلى تلك الهفوة، ومطالبته بالاعتذار.