س ن ن العربية - يضع العمال في تركيا هذه الأيام اللمسات الأخيرة على أحدث مساجد اسطنبول، مسجد "ساكرين" والذي يمتاز أنه أول مسجد تصممه امرأة في البلاد، كما أن النساء تشارك في بنائه على مستوى اليد العاملة في ظاهرة قد تكون الأولى من نوعها في التاريخ. وتقف خلف التصميم المهندسة زينب فاضل أوغلو، التي اكتسبت شهرتها العالمية من تقديم تصاميم رائعة لحانات وملاه ليلية وفنادق حول العالم، في حين أعرب مفتي أسطنبول عن سروره حيال مسار بناء المسجد، متمنياً رؤية المزيد من الجوامع التي تحظى ب"لمسة نسائية" على حد تعبيره. وفي لقاء مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" قالت أوغلو إنها ترغب من خلال تصميمها لمسجد "ساكرين" إحياء التقاليد العثمانية القديمة. قائلة: "في السابق كانت حقبة الدولة العثمانية تشهد بناء مساجد جميلة بطرز معمارية راقية، أما اليوم فالمساجد تبنى بسرعة وحسب الحاجة، دون اهتمام كثير بالتصاميم والتفاصيل." والبارز أن الكثير ممن يعمل مع فاضل أوغلو في المشروع يدخلون المساجد للمرة الأولى في حياتهم، إذ أنهم معتادون على تصميم الملاهي الليلية والحانات والفنادق. ويشكل بناء هذا المسجد ظاهرة فريدة في تركيا، ليس لكون المهندسة الأساسية التي تقف خلفه امرأة فحسب، بل لأنها تنتمي إلى التيار العلماني في المجتمع. فقد عملت فاضل أوغلو على تصميم ملاه وفنادق في تركيا وأبوظبي والدوحة ونيودلهي، وبينها حانة تمتلكها مع زوجها في أسطنبول، وتقول المهندسة إن كونها مالكة حانة لا يحول دون كونها مسلمة أيضاً. وتضيف: "ستصاب بالدهشة في تركيا عند تعرف أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعيشون حياة عصرية يحملون القيم الدينية... النساء يتمتعن بالمساواة في ظل الإسلام، فلماذا لا يمكن لامرأة بالتالي أن تصمم مسجداً" ولم تخف زينب حقيقة أنها رغبت من خلال التصميم الداخلي للمسجد بمنح النساء فرصة التمتع بالهندسة المعمارية والإطلالة على قلب المسجد بصورة أفضل من خلال تخصيص شرفات عالية لهن عوض حصرهن في حيز ضيق في آخر المسجد. وتقول في هذا الإطار: "لقد رأيت بعض المساجد التي أجبرت فيها النساء على الصلاة في أماكن ضيقة مكتظة وكأنهن غير مرغوب بهن في المسجد، وأنا لا أظن أن هذا الأمر صحيح في الإسلام." وأظهرت المؤسسة الدينية التركية بدورها سرورها حيال مسار المشروع مع فاضل أوغلو، حيث قال مصطفى كاغريسي، مفتي اسطنبول: "أتمنى أن يتمكن الناس في المستقبل من رؤية المزيد من المساجد التي تتمتع بلمسة نسائية، وهذا المسجد هو بداية حقبة جديدة من تصميم أماكن العبادة."