لا أريد أن أتحدث عن (مطاردة اليوم الوطني) فهذه قضية من اختصاص القضاء وعلينا أن نثق بالقضاء وننتظر نتيجة التحقيق قبل مناقشة ما حدث في تلك المطاردة من جميع جوانبها. حديثي اليوم يركز على طريقتنا في الحوار حول القضايا العامة وما يحدث في المجتمع من حوادث. من خلال متابعتي للنقد والسجال والتعليقات أستطيع تسجيل الملاحظات التالية: - التسرع في اصدار الأحكام. - انتشار الشائعات والميل الى تصديقها والبناء عليها. - اطلاق الآراء استنادا الى معلومات غير كافية. - توجيه النقد الى الجهاز ككل وليس الى الأداء. - بعض الأجهزة تفسر النقد بأنه ضد وجودها. - النقد غير المهني يتحول الى هجوم، والهجوم يقابل بدفاع هجومي ان صح التعبير وبذلك تضيع الموضوعية وتنتفي الفائدة. ويلاحظ أن هناك من يدافع عن جهاز معين بطريقة عاطفية ويبتعد تماما عن القضية المحددة المطروحة للنقاش ويطلق التهم على الناقدين ولا يجهد نفسه بمناقشة الحالة (القضية). - كثير من القرارات تأتي كرد فعل على حدث معين وليس ترجمة لرؤية استراتيجية. - النقد البناء يبتعد عن الانشائية ويعتمد على الحقائق والنظرة الشمولية ولانزال بحاجة الى التطوير لنصل الى هذا المستوى. - تقييم الآراء بمعايير عاطفية حيث نستجيب عاطفيا لمن قال وليس لما يقال وننقسم في مناقشة القضايا العامة الى فريقين ونستسلم لفكرة أن الحوار بينهما هو معركة لا بد أن تنتهي بمكسب وخسارة. نحن بحاجة الى من يذكرنا بأن هناك حالة ثالثة هي فوز الطرفين. - لا نحتاج في النقاش العلمي الى المزايدات والتحريض وفي العمل المؤسسي لا نحتاج الى ازعاج المسؤول بكل صغيرة وكبيرة. تلك بعض الملاحظات التي أتمنى من الباحثين المختصين دراستها لتحديد أسبابها واقتراح حلولها وأمام الباحثين حالات كثيرة للتطبيق عليها ومنها قضية مطاردة اليوم الوطني. كما أقترح على الجامعات ومراكز التدريب استخدام الحالات المحلية الواقعية كحالات عملية لتدريب الطلاب على المناقشة والتحليل بمعايير بعيدة عن الاثارة والشائعات والاحكام المتسرعة. أما الأجهزة التي تتعرض للنقد فعليها أن تتدرب على كيفية الاستفادة من النقد والتفكير بطريقة ايجابية والابتعاد عن تبرير الأخطاء بمبررات غير منطقية مثل القول بأن كل الأجهزة لها أخطاء وعليها ملاحظات وليتها بدلا من ذلك تشكر أصحاب النقد البناء وتبتعد عن تعداد انجازاتها كوسيلة للدفاع عن الأخطاء. وأخيرا أعود الى عنوان المقال وأقول ان كل أجهزة الدولة تتعرض يوميا للنقد فاذا كان النقد موجها للأداء فهو مفيد واذا كان عكس ذلك فانه سيتحول الى سجالات قد تحقق الاثارة ولكنها لن تحقق الاصلاح المنشود.