تخيل لو خلت شوارع الرياضوجدة والدمام وغيرها من مدن السعودية من سيارات الليموزين الجوالة كما هو حال عدد من الدول، إذ تتحرك سيارة الليموزين من أماكن تجمعها عند الطلب. وأنت خارج من الفندق يتم إبلاغك أن السيارة ستكون بانتظارك في غضون خمس أو عشر دقائق، ويمنحونك ورقة صغيرة عليها رقم لوحة السيارة ونوعها. وإذا اتصلت من منزلك يتم إبلاغك بالوقت المتوقع للوصول، وأيضا يزودونك باسم السائق ورقم سيارته. نجحت المطاعم في المدن عندنا في تحقيق ما لم تتمكن وزارة النقل من فرضه على سيارة الليموزين، ورغم سوء تنفيذ عملية توصيل الطلبات وفوضاها، إذ تتنوع وسائل النقل فيها من الدراجة النارية وحتى السيارة، لكن المقصود أنها حققت غرضا لم يحققه الليموزين. ولذلك يأخذ بحثك عن سيارة ليموزين وبحث سيارة الليموزين عن راكب ممارسة لها طقوس مميزة. إذ تنحرف سيارة الليموزين من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وتتوقف لتبدأ المفاوضات على السعر، وعلى من يقف وراء الليموزين أن يتحلى بالصبر أو يشرب من البحر. وزارة النقل تبشرنا بالإنجاز العظيم بتحديد أماكن لوقوف سيارات الليموزين ومنعها من التجول منذ عشرات السنوات، لكنها لم تفعل ولن تفعل، لأن هناك ضعفا في محاسبة أجهزة الحكومة على تقصيرها. منع سيارات الليموزين الجوالة يصب في مصلحة حركة المرور بشكل عام. قبل أسابيع، بادر المرور بالتعاون مع وزارة التربية بتغيير دوام المدارس، لتخفيف الزحام. هذه خطوة إيجابية، لكنها كي تصبح أكثر فاعلية تحتاج إلى حزمة قرارات من بينها منع سيارات الليموزين من التجول في الشوارع، وإيجاد وسائل نقل عامة تجعل العمالة تستغني عن استخدام السيارات المتهالكة في الطرقات. وزارة النقل في آخر أخبارها الدعائية أعلنت أنها ستطبق هذه القرارات في شهر ذي الحجة الماضي. مع الأسف لم يتحقق الأمر، وإذا سألت الوزارة لماذا تقولون ما لا تفعلون؟ لن تجد سوى الصمت أو على الأقل صدى صوتك وأنت تردد السؤال.