إذا أردت أن تتأكد بأن خطط السعودة وما يصاحبها من برامج (نطاقات) و(حافز) و(هدف) هي مجرد سوالف ليل فكل ما عليك هو أن تستقل سيارة أجرة متهالكة (من تلك التي تسمى زورا وبهتانا ليموزين ويقودها شباب بنغلادش وباكستان) واستمع إلى قصص السائق حول كفيله الذي يعمل موظفا حكوميا ويمتلك في ذات الوقت أكثر من 40 سيارة يفرض على كل واحدة منها أتاوة لا تقل عن 150 ريالا في اليوم ثم يطلق السائقين في الشوارع ليصنعوا هذه الفوضى اللطيفة في شوارعنا. بالأمس جاء في إحصائية للغرفة التجارية في جدة أن عدد شركات الليموزين العاملة في جدة 420 شركة يدير ملاكها أكثر من 35 ألف سيارة ليموزين في جدة وحدها، وبالطبع عدد الشركات العاملة في الرياض أكثر من هذا الرقم لأنك في العاصمة بمجرد أن تتوقف في الشارع كي تستخرج مفتاح سيارتك تتوقف أمامك 516 سيارة ليموزين، وكل 100 سائق أو أكثر يتبعون (معزب) لديه واسطة أرض جو قادرة على اختراق جدران وزارة العمل والخروج بسلام من الجهة الأخرى، وهذا (المعزب) في أغلب الأحوال لديه وظيفة حكومية وعقارات متفرقة وثلاث محلات بنشر وبوفيه للمأكولات السريعة، وكل الوزارات تراعي ظروفه الصعبة وتسمح له بأن يختطف اللقمة من 100 شاب سعودي يمكنهم العمل في مجال التاكسي. وإذا افترضنا أن عدد سيارات الليموزين في الرياض والشرقية ومكة والمدينة مماثل لعدد هذه السيارات في جدة فإن عدد هذه السيارات التي يقودها سائقون أجانب لن تقل عن 100 ألف سيارة ما يعني 100 ألف فرصة عمل للشباب السعودي وهذه النتيجة كافية لإنهاء الجزء الأكبر من مشكلة البطالة وتقبيل برنامج نطاقات وتحويل ميزانية برنامج هدف للجمعيات الخيرية، إضافة إلى إنهاء حالة الابتزاز غير الإنساني التي يتعرض لها السائقون الأجانب من قبل كفلائهم حيث يفرضون عليهم مبلغا يوميا يدفع هؤلاء السائقين للعمل ليل نهار وتجاوز قوانين المرور من أجل تأمين مبلغ الكفيل وحق البنزين وحق العشاء وحق التحويل إلى أسرهم في الخارج! . قرار إلغاء شركات الليموزين وحكر مهنة قيادة التاكسي على السعوديين هو قرار قديم جدا وإذا لم تخني الذاكرة فقد اتخذ قبل عشرين عاما وفي كل عام كانت الوزارات المعنية تهدد وتتوعد بينما ملاك الشركات يقولون لسائقيهم (أبشر بطول سلامة يا كومار)، فقد أثبتت السنوات المتعاقبة أن مافيا شركات الليموزين أقوى من كل الأنظمة والقوانين وأن مراعاة خواطر أصحاب شركات الليموزين أهم بكثير من إنهاء مشكلة وطنية خطيرة مثل البطالة . لذلك أنصحكم نصيحة أخوية بأن لا تصدقوا كل خطط السعودة التي يقيم المسؤولون عنها الدنيا ولا يقعدونها إذا رفض شاب يحمل ماجستير في الكيمياء أن يعمل طباخا في فندق في الوقت الذي تتغاضى فيه عن مواطن أو مواطنة تحمل الشهادة الابتدائية وتحتكر لوحدها 100 وظيفة سائق أجرة تقدمها لعمال أجانب.. باختصار الليموزين فوق القانون، والمصلحة الوطنية العليا تغيب من أجل مراعاة الخواطر، وبرنامج نطاقات موجود لطمأنة من يصدقون تصريحات المسؤولين! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة