سادت حالة من الاستياء والتذمر الشديد بين مُرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن خبر وفاة مريض السمنة ماجد الدوسري، الذي كان يعاني من المرض منذ أكثر من سنتين، حيث بلغ وزنه ما يقارب 400 كيلو جرام هو وشقيقته رنا التي يصل وزنها إلى 300 كيلو جرام. خبر الوفاة لم يلبث ساعات معدودة، إلا وانتشر بسرعة البرق وأنشئ له وسم تويتري عنوانه: "وفاة_ ماجد_ الدوسري للحديث عن القضية"، استنكر من خلاله الكثيرون الإهمال والتقصير المتكرر من وزارة الصحة في معالجة المرضى، علما بأنها ليست المرة الأولى التي نفقد فيها مريضا بالسمنة، فقد توفيت أم ماجد قبل سنتين بالمرض نفسه. بدأت المعاناة الحقيقية ل"ماجد" و"رنا"، عندما رفض المستشفى قبولهما للعلاج في بادئ الأمر، وبعد جهد جهيد وشكاوى مستمرة تم استقبالهما بالمستشفى لفترة معينة دون علاج يذكر، حتى صدر توجيه قبل عام لعلاجهما في أفضل المستشفيات في الخارج. ويزداد الألم عندما تستمع لآخر ما قاله ماجد قبل وفاته: "يا الله متى نسافر؟ متى نتعالج؟ متى نعيش مثل بقية الناس..... فرحتنا ما اكتملت لما ألغوا موعدنا في مستشفى "كليفلاند" مرتين... وأناشد الجهات المسؤولة أن تسرع إجراءات سفرنا.. تعبنا والله تعبنا". وكما هو متوقع، أصدرت وزارة الصحة بيانا تنفي فيه كل هذه الانتقادات المنسوبة إليها لتختصر الحكاية في عبارة موجزة: ".... ومما سبق يتضح عدم وجود تقصير أو تأخير..."! تصرح الوزارة في بيانها البارد بأن تأخير نقل ماجد للخارج ليس عائداً لتقصير في العمل، بقدر ما كان نتيجة لتهيئته صحياً كي يكون صالحاً للعلاج في الخارج، وكذلك تعذر نقله بطائرات الإخلاء الطبي لأسباب فنية. التساؤلات المطروحة: أولا؛ هل يعقل أن قطاعا حكوميا بحجم وزارة الصحة، دعمته الدولة بميزانية بلغت هذا العام مبلغ (54.350.355.000) ريال، بنسبة زيادة (15.45%) مقارنة بميزانية العام المالي الماضي، لا يستطيع توفير طائرة إخلاء طبي خاصة لمدة عام كامل؟ أين تذهب أموال الميزانية الضخمة المقررة لوزارة الصحة والتي عبر عنها الكثير من المختصين بأنها كافية لجعلنا أفضل دولة في القطاع الصحي في العالم كله؟ وخصوصا أن معظم الباحثين في الدول المتقدمة طبيا، كأميركا وكندا و ألمانيا، أقروا بأنه كلما ارتفعت المخصصات المالية للإنفاق على الصحة اتيحت الفرصة لرفع مستوى الخدمات الطبية الشاملة والنهوض بها، وانعكس ذلك على الحالة الصحية للمريض، وبالتالي تقل معدلات وفيات المرضى. ثانيا: لماذا ما زالت ثقافة التبرير وعدم الإقرار بالخطأ هي السمة البارزة لكثير من المسؤولين؟ لماذا الإصرار على مبدأ "الأواني الفارغة هي التي تصدر ضجيجا أعلى"؟. ثالثا: ماذا ستفعل وزارة الصحة الآن مع "رنا"؟ هل ستوجه بتعجيل إجراءات سفرها؟ أم أن بيروقراطية المسؤول ستعطلها؟ أخيرا أقول: رحم الله "ماجد" ونتمنى وندعو ل"رنا" بالشفاء العاجل.