المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الكبير، والفكر الذي تصدره أمريكا تحت شعارات العدل والمساواة والديمقراطية ومحاربة الإرهاب!!، هو الحقيقة التي غضضنا الطرف فيها عن الدور الخبيث الذي تلعبه الدول الكبرى في منطقتنا العربية، وفي مقدمتها أمريكا. منذ زمان الزمان ونحن على علم تام بالكُهْن الأمريكي واللف والدوران والنَّخْوَرَة بالعقول لتأصيل فكرة رسم ملامح خارطة الطريق للشرق الأوسط الكبير!!. مهّدت لها جحافل أسلحتهم المجنزرة والطائرة والزاحفة، وفتحت الباب على مصراعيه أمام شرقهم الأوسط الحديث الذي ينشدوه.. دويلات مفتت استقرارها ومقوماتها الدينية والبشرية والاقتصادية والتاريخية. والحقيقة التي نعيشها أنه بحجة محاربة الإرهاب وإعادة تشكيل شرقهم التعيس زرع الفشل الأمريكي بيننا شرق أوسط يموج في بحر من الصراعات والفوضى والعنف والإرهاب والطائفية، كانت أفغانستان هدفهم الأول وحجر أساسه، تلاها الهدف الثاني.. الديمقراطية ومحاربة الطائفية في العراق، وهي اليوم لا تقل عن أفغانستان ترديًا. ثم كانت الحكمة الإلهية من تولي تنظيم الإخوان الحكم في مصر، فعلى مدار عام كامل كانت أوراق التوت تتساقط الواحدة تلو الأخرى، لتعري الحقائق، وتكشف أن الهدف الثالث لأمريكا وحلفائها كانت مصر، ومن عجائب القدر التي حبا الله بها مصر وأهلها أن جعل في ميادينها رجالاً ونسوةً أبوا إلا أن تسدل أرواحهم المغدورة ودمائهم المهدرة الستار على تنظيم الجهالة، الذي أطبق سواده المغرق بالدم والغدر على مصر وما حولها. على مدار خمسة وثمانين عامًا جعلت مصر من أرضها وشعبها وجيشها كبش الفداءٍ عن العرب جميعًا.. نعم عن العرب جميعًا.. فالأحداث الجارية أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن التنظيم الإخواني الإرهابي والموالين جماعات وأفراداً كانوا يد الغرب المنفذة لكل ما حدث على أرض مصر.. للنفاذ بعد ذلك إلى الهدف الرابع للمشروع الأمريكي.. البقية الباقية من الخارطة العربية.. حمى الله بلادنا من كيد الكائدين.