قال الضَمِير المُتَكَلّم: بتاريخ اليوم يكون مضى على أحداث (11 سبتمبر أيلول) عشر سنوات؛ تلك الأحداث التي لم تهز أمريكا فقط، بل غيرت خارطة وفكر العالم! واقعة ذلك اليوم التي أرادت هَزّ مفاصل قوة أمريكا، (القوة العسكرية) باستهداف (مبنى البنتاجون)، والقوة الاقتصادية بغزو (برجي التجارة في نيويورك)، الهجوم كان انتحاريًّا بطائرات مدنية!! يومها حكم الرئيس الأمريكي (بوش الابن)، وأعلن «مَن ليس معنا في الحرب على الإرهابيين فهو ضدنا»! وبوَحْي من تلك الحادثة مضت أمريكا في حربها على ما أسمته (الإرهاب) عسكريًّا، واستراتيجيًّا في شتى البقاع الإسلامية تحديدًا بداية من (أفغانستان)!! وكان ضمن ما طرحته المعالجة الأمريكية في حربها على الإرهاب كما ذكرت قيادة التغيير في الشرق الأوسط بالقضاء على الأنظمة المستبدة، وإشاعة الديمقراطية، حدث هذا في (العراق)، دون أن تظهر حتى اليوم أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة الحرب عليه!! والآن وبعد مُضِي عشر سنوات، كان في آخرها قَتْل (زعيم القاعدة أسامة بن لادن)، ما المحصلة والنتيجة؟! إذا كانت أحداث (11 سبتمبر) قد خلفت في أمريكا يومها (2000 قتيل أو يزيد قليلاً)؛ فإن ما صنعته حرب أمريكا وخططها وإرهابها حول العالم بذريعة تلك الأحداث؛ قد سقط فيه (عشرات الآلاف من القتلى) معظمهم من العرب والمسلمين، فَقْر وجوع وبطالة، وصراعات مذهبية وطائفية، فوضى واضطرابات سياسية في العديد من الدول التي زارتها الآلة العسكرية الأمريكية وبرامجها الإستراتيجية؛ والشواهد كثيرة أقربها في (أفغانستان والعراق وباكستان)، وقبل ذلك الصومال (وإن كانت معاناة شعبه سبقت أحداث سبتمبر)!! حاولت أمريكا وأتباعها (من داخل الوطن العربي وخارجه) صياغة ورسم خارطة جديدة، وفكر جديد في الوطن العربي خلال سنوات طويلة؛ كانت المحصلة أنظمة ديكتاتورية مستبدة تحقق مصالحها أولاً، وواقع مأساوي للشعوب على مختلف الصّعُد!! ولكن وعندما جاء التغيير بإرادة الشعوب نفسها وبأجسادها ودمائها وأدواتها أثمر الربيع العربي خلال ثمانية أشهر فقط من هذا العام في (تونس ومصر وليبيا)، ورغم بعض المنغصات الحاضرة إلا أن المؤشرات تبشر بمستقبل مشرق!! وهذا يؤكد مصداقية النظرية التي تنطق أن الثورات والتغيير في المجتمعات ك(البيضة) إذا كان كسرها من الخارج فإن ما فيها يموت، أمّا إذا كان من داخلها ففي ذلك حياة وامتدادٌ لها؛ فهل استوعب العرب والمسلمون الدرس؟! وأخيرًا وبعودة لأحداث (11 من سبتمبر)؛ فهناك العديد من الملفات والتفاصيل ما زالت أسرارًا حول (تخطيطها وتنفيذها، ربما ظهرت في قادم الأيام)، ولكن إضافة إلى ما ترتب على ما فعلته أمريكا في سياستها الانتقامية من ضحايا ودمار في العديد من بلاد العرب والمسلمين؛ هناك ملف لا يمكن أن يُنسى، وهو ملف المسلمين والعرب الذين قضوا ذلك اليوم وعددهم يقترب من الخمسين؛ فقد تمّ تجاهلهم، ولم تَنل أسرهم ما تستحق أسوة بغيرهم؛ فأين المنظمات الدولية ولجان حقوق الإنسان؟!! ألقاكم بغير والضمائر متكلمة. [email protected]