حسب الموقع الإلكتروني للإذاعة الدولية السويسرية، ستضطرّ سويسرا قريباً للانصياع إلى قانون الامتثال الضريبي على حسابات المواطنين الأمريكيين في الخارج، والذي يُطلق عليه اختصاراً: "فاتكا"!. هذا القانون يُتيح لأمريكا الحصول على كافة المعلومات البنكية للأفراد الخاضعين لضرائبها في البنوك السويسرية!. عملياً: إنه يعني المشي خطوات كبيرة في طريق زوال الإمبراطورية البنكية السرية التي تعتبر سويسرا أكبر معاقلها الدولية على الإطلاق!. ويُقال أنّ عام 2014 م سيكون آخر أعوام السرية البنكية في سويسرا، وأنها ستركز جهودها بدلاً من السرية على دعم ساحتها المالية، وتقوية عملتها، وتعزيز إطارات أنظمتها القانونية، ورفع كفاءتها البنكية، مستغلةً استقرارها السياسي، بما يضمن الأمان للأجانب دون الاحتياج لأسرار بنكية!. لو تمّ هذا، وأرجو أن يتمّ، فهذه ضربة قاضية تشبه ضربات الملاكم الخطير مايك تايسون لخصومه، ليس فقط للأمريكيين المتهرّبين من الضرائب، بل كذلك للفاسدين من حول العالم، ممّن نهبوا أموال بلادهم، وحوّلوها إلى البنوك السويسرية، دون أن يسألهم أحد: من أين لكم هذا؟ من أين لكم هذه الملايين؟ من أين لكم هذه المليارات؟ خصوصاً أنّ سويسرا بديموقراطيتها العريقة لا تستطيع تمييز وتخصيص أمريكا وحدها بالشفافية البنكية إن حذت الدول الأخرى حذو أمريكا، سواءً في الاتحاد الأوروبي، أو في مجموعة العشرين، أو في غيرها!. إنّ سويسرا بهذا تُقدّم لكلّ هيئات مكافحة الفساد في العالم، هدية عظيمة على طبقٍ من ذهب، هدية دقيقة دقة ساعاتها الشهيرة، وجميلة جمال سهولها وجبالها في فصل الربيع، ومفيدة فائدة أجبانها اللذيذة، تكشف بها الفسدة والفاسدين، ويبقى أن تقبل الهيئات الهدية، وتُجيّرها للقضاء على الفساد في دولها، وتستأصله من أعمق جذوره!.