إمام مسجد يصنع القنابل التي تزهق الأرواح ومؤذن مسجد يمارس السحر والشعوذة التي تؤذي الناس وحارس مسجد يغتصب الأطفال وقاض يقبل الرشاوى وكاتب عدل يزور الصكوك، الرابط بين جميع هؤلاء مظهر التدين ومخبر «التطين» !. المشكلة لم تكن في حالة هؤلاء دائما في المظهر بل في المخبر، فاللحية المخضبة والثوب القصير ليسا إلا لحية نتنة وإن بدت مباركة وثوبا مهلهلا وإن بدا مهندما !. السؤال الذي يطرح نفسه كيف يتمكن أمثال هؤلاء من خداعنا طوال الوقت ؟! فإذا خدعوا المراجعين والمصلين فكيف يخدعون رؤساءهم و مرجعياتهم الإدارية التي يفترض أن لها عينا رقيبة تراقب أعمالهم وتقيم أداءهم ؟!. ألا تتحمل هذه المرجعيات بتقصيرها في مراقبة وتقييم أداء موظفيها مسؤولية نجاح هؤلاء في خيانة أعمالهم وخداع المجتمع وأذيته، والاقتيات على حقوقه طوال الوقت الذي أمضوه في امتطاء شهوات الدنيا الرخيصة وملذاتها المحرمة قبل أن تنكشف حقيقتهم وتسقط أقنعتهم وتتعرى أجسادهم من ثياب الصلاح ؟!. إن جزءا من مشكلتنا أحيانا مع الفساد بكل أشكاله أننا مجتمع لا يبحث غالبا عن الفاسدين بل ينتظرهم حتى يقعوا بين يدي عدالته، والمحظوظ منهم من نجح في ستر أعماله «الردية» وأفعاله الخسيسة فلا عين ستراقب ولا باحث سينقب إلا من رحم ربي !.