في السبعينيات والثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، كانت المذيعة السورية هيام حموي، وعبر إذاعة مونت كارلو الفرنسية الشهيرة، رائدة البرامج الإذاعية التي تتواصل مع المستمعين حياً على الهواء!. كان صوتها عذْباً ومُفعماً بدفء الشام وعبقه، كما اُشْتُهِرَتْ بِضَحِكَة مميّزة جعلتها محلّ إعجاب كثيرٍ من المستمعين، وكذلك محلّ انتقاد كثيرٍ من الغيورين!. لكنها وبعد عودتها لبلدها وعملها في إذاعة شام FM نشرت صحيفة محطّة الأخبار السورية الإلكترونية (SNS) تصريحاً لها أنها ليست مع الاستعراض الصوتي الذي كانت تفعله في الماضي، وأنها خشيت كثيراً من عواقب الإثارة!. أحكي لكم هذا بعد أن تحولت بعض إذاعات ال FM إلى ملتقى لمذيعات سعوديات شابات، يستعرضن أصواتهنّ بشكلٍ مُبالغٍ فيه، وأخشى أنّ الإذاعات تشجّعهنّ على ذلك أو تشترطه، لما تجده من إقبالٍ جماهيري على الاستماع لبرامجهنّ، والدخل الكبير من الإعلانات التجارية المصاحبة للبرامج، وهذا إن حصل يُعدّ استغلالاً لصوت المرأة لا موهبتها التقديمية وجودة المواد التي تقدّمها، فضلاً عن عدم جواز استعراض صوت المرأة بالترخيم أو التنغيم أو التليين، لقوله تعالى (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)، وإن كان ديننا الحنيف قد نهى عن الخلخال الذي تلبسه المرأة إذا دلّ صوتُه على بعض زينتها، فاستعراض صوتها بهذا الشكل هو أولى بالنهي، وفي المستمعين إليها صالحون كما فيهم طالحون، والمُشرّع للمرأة والأسلم لها هو التحدّث مع الأجانب عنها بصوت عادي فيه تغليظ!. أنا مع عمل السعوديات في إذاعات ال FM، وأتمنّى لهنّ النجاح والشهرة اللتيْن يحلمن بهما، وتأدية الرسالة العظيمة التي يهدفن إليها، لكن بأمانة.. ليس هكذا!.