كنا نتهم وسائل الإعلام التقليدي الرسمي بالإعلام البطيء الذي لا يوصل إليك المعلومة إلا بعد أن تتناقلها وسائل إعلام اقل شأن منه وربما اعتمدت في نقلها على ماوصل اليه مستفيدة من الوقت الذي يحتاجه للفحص والتدقيق أما اليوم فمن حقنا أن نتهم وسائل التواصل الاجتماعي بأنها اكبر مصدر مظلل للمعلومة فهي تعتمد على النقل دون مصدر والأمثلة على ذلك كثير فأنت قد تسمع على سبيل المثال عن حدث وطني متوقع ويصل الخبر إلى القاصي والداني وينتقل من التويتر الى الواتس اب وتكتشف بعد قليل انه لا صحة للمعلومة وما أكثر من يتناقلون الخبر دون تثبت لان كل واحد منا يعتقد في قرارة نفسه انه أفضل مراسل فيبادر بنشر ما وصل إليه إلى قوائمه ليقال انه ( يجيب العلم ) الى ماقبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كنا عندما ننتظر دخول شهر رمضان او حلول العيد نتسمر تلك الليلة أمام قناة العربية وليس امام القناة السعودية لأننا نثق ان لها مصادر في الديوان ( تجيب العلم ) وبعد وسائل التواصل الاجتماعي اصبحنا نواكب صناعة الخبر فيقال لك شوهد في سدير وسجلت شهادة من رآه وبعد قليل شوهد في مكان آخر وهكذا حتى يقال أعلن وأصبح تويتر أسرع ناقل للمعلومة . في ظل ساحة سريعة لنشر اي خبر سواء كان حقيقيا ام كاذبا من مصدر موثوق اومن نسج خيال مغرد يبقى علينا اهمية التثبت مما نقرأ قبل ان نتحول إلى ناشر للخبر مضخم للحدث وهذا ما نلمسه في كثير من الأحداث اليومية . في مثل هذه الايام من كل عام يأتي مهرجان الجنادرية وتاتي معه قصصه المعتادة والتي تكون اطرافها رجال الحسبة ورجال الامن ومواطنون ونبدأ في تويتر نؤلف الحدث او نضخمه ان كان بسيطا حتى يبدو وكأنه حدث جلل . تتبعت عبر تويتر خبر أبعاد احد رجال الهيئة كما يتم التناقل من قبل رجال الأمن في الجنادرية عن ماذا ؟ الصورة لم تنقل الحدث الكامل وانما نقلت محاولة إبعاد الرجل أما التوصيف فكان ينقل رأي الناقل فالبعض يراه اعتداء وحشيًا على رجل الهيئة والبعض يراه تدخلاً في شئون الغير والبعض يراه كبتاً للحريات وكل يغني على ليلاه . وهنا يبدأ نظام الفزعات فأحد الاسماء التي لها متابعين استفزعه احدهم بتغريدة عن الحدث وماهي إلا ثواني وانهالت تغريداته ( عيب ولا يجوز وهل يعقل هذا .... الخ ) لقد تبنى الخبر بنظام الفزعة وليس بنظام التثبت فأنت عندما تكون من الاسماء المتابعة فأنت وسيلة اعلامية بحد ذاتك فلماذا تتبنى خبرا لم تتثبت منه ؟ هل لمجرد انك استفزعت ففزعت . مطلوب من وسائل الاعلام التقليدية والرسمية التواجد بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي لتكون مصدر لتأكيد أو نفي اي خبر ينشر عنها ومطلوب من الجهات الرسمية ان تتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة ما يكتب عنها فتكون إما مصححا او مؤكدا لأي حدث يخصها . وسنظل نسمع ونقرأ ونؤلف وننشر وكل فرد منا مسؤل عن ماينقله فهو يعكس شخصيته واهدافه ولن تمنع احد ولن تثني احد ولكنك تستطيع ان تتحكم في أناملك وان استصرخكم احدهم قائلا( وا... مغرداه) تثبت قبل ان تأخذك العزة بالاثم .