صوتٌ ل «إطلاق نارٍ» كثيف، تحول إلى صاروخٍ من «طائرة حربية»، بعدها تحول إلى «طائرة مدنية» سقطت، قبل أن ينتهي ب «انفجار غاز ناقلة». هكذا بدأ مستخدمون في مواقع للتواصل الاجتماعي يتناقلون خبر «انفجار شرق الرياض». ولم يختلفوا فقط في «ماذا وقع؟» بل حتى «أين وقع؟»، بعضهم أكد بأنه بالقرب من «إستاد الملك فهد» قبل أن تحسم أخيراً صور «الكارثة» موقع حدوثه. فكتب عبدالله العمري تغريدة في «تويتر»: «سقوط طائرة مدنية في الرياض»، مؤكداً أنه يشاهدها «بالقرب من إستاد الملك فهد» وتابع: «أنا متجه إلى الموقع»! وهو ما نقله «الدكتور» جاسم البوتي لمتابعيه: «أنباء عن سقوط طائرة مدنية شرق مدينة الرياض قريبة من إستاد الملك فهد، ربي سلم، ربي سلم». فيما علق الإعلامي محمد العنزي على هذه الإشاعة بقوله: «يجب تحري الدقة. أحد الإخوان قال سقوط طائرة مدنية بالرياض، وأنا طالع للمطار بسافر... جتني أم الركب»! وبين مصدق ومكذب للحادثة شن مغردون في «تويتر» هجوماً لاذعاً على «الإعلام التقليدي» لتأخره في مواكبة الحدث، معتبرين أن وسائل الإعلام الجديد نالت قصب السبق في نقل تفاصيل الانفجار كما يرون. فيما اعتبر رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع أنه من الخطأ وضع الإعلام الجديد والتقليدي على كفتي ميزان، ثم نبدأ قياس أيهما يرجح بالآخر. وقال ل»الحياة»: «من الخطأ المقارنة بينهما في سرعة التغطية! فالإعلام الجديد يمتلك كل الوسائل التي تجعله أسرع في نقل المعلومة، وأي شخص قريب من مكان الحدث يستطيع أن ينقله من خلال هاتفه النقال الذي يحتوي على كاميرا وإنترنت ومربوط بمواقع التواصل الاجتماعي و»يوتيوب» وأضاف: «في المقابل وسائل الإعلام القديمة تحتاج أولاً إلى أن تتلقى المعلومة ومن ثم تحرك طاقم كامل لتغطية الحدث وحتى يصل هذا الفريق إلى الموقع مع مسافة الطريق وزحمته والإجراءات الأمنية يحتاج إلى ساعة تقريباً.. وهذا هو ما حصل في واقعة الانفجار»، مشيراً إلى أنه كان يجب أن تكون التغطية أسرع «ولكن اعتبارات أخرى حالت دون ذلك». ويرى مدير مكتب قناة «العربية» في السعودية خالد المطرفي أن الإعلام السعودي لم يكن مواكباً لتفاصيل الحادثة «تأخروا فعلاً، ربما لأنهم كانوا مذهولين مما حدث». مشدداً على أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت حاضرة وبقوة مع الانفجار، ولكنها لم تكن تمتلك أدوات العمل الصحافي «لو كانت تمتلك تلك الأدوات لكانت تغطيتهم طاغية حتى على وكالات الأنباء وليس الصحف فقط». وأضاف: «مواقع التواصل الاجتماعي مهمة وفاعلة ومساهمة في العمل الإعلامي وفي بعض الأحيان تتفوق عليه». وحول حديث بعض وسائل الإعلام في بادئ الأمر عن عدم وجود إصابات قال المطرفي: «مع دقائق الانفجار الأولى لا تستطيع أن تتحدث عن قتلى وإصابات فأنت تحتاج إلى أن تكون دقيقاً» مستشهداً بتغطية وكالات الأنباء العلمية لإعصار ساندي «بعد أن ضرب الإعصار نيويورك كان الخبر فقط (إعصار يجتاح نيويورك) وبعد هذا الخبر بست ساعات صدر أول بيان ولم يتضمن إحصاءات بعدد الإصابات والوفيات». واستطرد: «يجب أن تكون مهنياً ودقيقاً في نقل معلوماتك تحديداً في الأخبار المفتوحة التي تكون قابلة لحدوث مجريات أخرى». ويعتقد آخرون بأن الحكاية ربما تبدأ في «مواقع التواصل الاجتماعي» مشوشة مشوهة، لكن لا تكتمل فصولها وتفاصيلها أبداً إلا بها، معتبرين أنها أصبحت «السلطة الرابعة»! ويوضح رئيس تحرير «سعودي غازيت» خالد المعينا أن «الإعلام التقليدي» في العالم كله أصبح «السلطة الخامسة» وحل مكانة الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي في «السلطة الرابعة الفعلية». وهو ما أكده الإعلامي محمد الطميحي في تغريدة له: «مواقع التواصل الاجتماعي هي السلطة الرابعة والإعلام التقليدي في خطر». وتساءل: «لماذا الاستهانة بتلك المواقع التي أسقطت أنظمة»؟! ويرى الإعلامي ناصر الصرامي أن الإعلام السعودي لم يكن أبداً السلطة الرابعة. وأضاف: «لا بد من أن يطلق ويبدأ في تجديده وإصلاحه فعلياً في وجه الفساد والتقصير، وللبناء. فحين يكون الإعلام السلطة الرابعة يكون الحل، بغير ذلك، قد يكون عائقاً وشريكاً في الفساد والتقصير»، وتابع: «هل سنسجل اليوم ومع الحدث الجلل مساراً جديداً للسلطة الرابعة في السعودية، مع عجز وتردد الإعلام المحلي عن متابعة الحدث مبكراً؟». واستغرب مدير مكتب «العربية» في السعودية خالد المطرفي من أن يتحدث بعض الإعلاميين عن أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت «السلطة الرابعة» وقال: «العمل الصحافي أخلاقيات ووسائل التواصل الاجتماعي لا يوجد بها هذه الأخلاقيات، فهي قد تجعل من أي حدث في الشارع قضية».