بإشراقة يوم الأحد الماضي نكون قد بدأنا مرحلة جديدة في تأريخنا حين باشرت 30 سيدة أعمالهن في مجلس الشورى ليؤكدن إرادة إشراك المرأة في إدارة المجتمع عبر أعلى وأهم جهاز استشاري للدولة، وهي الإرادة التي تحولت إلى قرار تأريخي لملك الإصلاح والتحولات الإيجابية، جاء في وقته ومرحلته متسقا مع طموح المجتمع بعد أن أصبحت المرأة السعودية مؤهلة تماما لهذا الدور بما وصلته من علم وخبرة ووعي وقدرة على الإنجاز في كل المجالات. وإذا كانت قلة قليلة استقبلت هذا اليوم حسب ما يراه فكرها الممعن في الإنغلاق الذي أباح لها تجاوز كل حدود الأخلاق والأدب بإطلاق نعوت وأوصاف بذيئة على نخبة من أفضل سيدات مجتمعنا خلقا وعلما، فإننا نرجوهن ألا يلقين بالا أو يحسبن حسابا لهذا الشذوذ الذي لا يمثل المجتمع السعودي، ولا ينطق بقيمه وأخلاقه، ولا يعبر عن مروءته وشيمه، فقد اعتدنا على مثل هذا الصوت النشاز الذي يناهض الحراك الطبيعي الإنساني للمجتمع، ويقاوم أي خطوة باتجاه المستقبل حتى لو كانت مستوفية لكل الشروط والضوابط. إنه صوت يحاول بإصرار عجيب الوقوف أمام الحركة الطبيعية للزمن ويتوهم أنه قادر على ذلك، وحين يرى أن مؤشرات الواقع تتجاوز أوهامه ولا تعبأ بها تنتابه حالة من الهيجان لا يتورع معها في استخدام أسوأ الأساليب والألفاظ التي لا يجب التسامح والتهاون معها عندما تصل إلى ذلك الحد من الإنحدار الذي لا يمكن قبوله كتعبير عن رأي أو وجهة نظر مخالفة. ولكن في مقابل ذلك نقول للأخوات الفاضلات إن المجتمع فخور بكن، ويجب عليكن الفخر بأنفسكن لأنكن النخبة الأولى التي دلفت إلى بوابة جديدة في تأريخ الوطن، وتأريخ المرأة السعودية. ربما يستمر صراخ المعترضين لفترة، وربما يأتي في شكل نوبات هستيرية بين وقت وآخر تخترع حكايات وأقاويل لا صحة لها، ولا هدف لها سوى محاولة التشويش عليكن، والتأثير على مستوى الأداء الذي تقمن به في المجلس، لكننا نثق أن ذلك لن يؤثر على مسيرة بدأت ولن تتوقف، لأنكن أكثر وعيا وإدراكا لما يحدث. ربما تكون مقبولة أي صيغة للتعبير عن الاعتراض حتى لو لم يكن هناك ما يعترض عليه العقل السوي، ولكن غير مقبول أبدا أن نسمع ما سمعناه من إساءة بالغة بحق أخواتنا عضوات مجلس الشورى..