كان لغازي القصيبي رحمة الله عليه صولات وجولات في الكهرباء والصناعة وسابك والهيئة الملكية للجبيل وينبع ووزارة الصحة مروراً بدوره الدبلوماسي الكبير حينما حل سفيراً، في المقابل كان أداؤه في وزارة العمل هو الأضعف قياساً بما قدمه من تجارب مهنية سابقة لأن مهام وزارة العمل شائكة لا ترتبط بتوقيع عقد مع مقاول ماهر ثم تنحل المشكلات، وزارة العمل أهم ملفاتها البطالة هذا الداء العالمي الذي وصل في إسبانيا إلى معدل 25% وفي اليونان 28% وفي فرنسا وحدها ثلاثة ملايين عاطل، هذا الداء الذي استعصى على الدول المتقدمة بعد أن تردت اقتصادياتها وأكلت تقنيات الحاسب الآلي وتطوير الميكنة الوظائف أكل »باك مان» وزاد جشع الشركات والحكومات للأرباح وزادت أعداد السكان. وأصبح توطين الوظائف يُقابل بشراسة متناهية من رجال الأعمال وما يشكلون من نفوذ قوي في أي اقتصاد في العالم، التجربة الأنجح في توطين الوظائف خليجياً كانت في عُمان أوما يسمى «بالعمننة» حيث تدفع الدولة نصف مرتب الخريج الجديد لأول سنتين ويدفع صاحب العمل النصف الآخر، هذا هو النموذج الأقرب لإنجاح توطين الوظائف في المملكة الذي يتضمن تدخلاً حقيقياً للدولة بمبلغ مادي ملموس يلمسه التاجر الذي سيكف عن مناكفة قوانين توطين الوظائف ويعطي الفرصة لصاحب العمل وطالب الوظيفة والحكومة لحصر طالب العمل الجاد وصاحب العمل الجاد بلا تفريط ولا إفراط.