أيقونة الصحافة السعودية بصورتها السوربونية (نسبة لجامعة السوربون) الشهيرة بلا شنب في وقت كانت حلاقة الشنب جرأة خارجة عن المألوف لم ترده عن رئاسة تحرير مجلة اليمامة في الثمانينات وتقديم مادة صحفية راقية وجريئة في وقت لم يكن مسموحاً انتقاد أوضاع مستشفى في قرية وللأمانة الوضع لم يكن هكذا في السعودية فحسب ولكن في معظم الأقطار العربية وأجزاء من العالم، كان عشاق الحرف في المملكة وقتها يقتاتون على إبداعات ملاحق نبيه برجي في صحيفة الأنباء الكويتية وما ترجمه للصحف الكويتية الأخرى آنذاك كالقبس والوطن وبالمقابل في السعودية كان المهتمون بالشأن الصحفي يتلقفون اليمامة كل ثلاثاء تتصدرها قضية الأسبوع التي كانت تتناول قضايا جريئة لم يكن من السهل ملامستها ولكن فهد بحرفيته العالية أجاد التعامل مع المسؤول والقارئ وكُتاب المجلة ومحرريها وكانت تعج بأسماء لامعة مثل داوود الشريان، عبدالله الصيخان، محمد جبر الحربي، إدريس الدريس وآخرين وأكثر الذين يكتبون الآن وأنا أولهم بدأوا الكتابة في صفحات القراء فيها. لم تكن اليمامة إبان رئاسة تحرير الحارثي لها مجرد مجلة بل كانت جامعة ثقافة وصحافة تخرج المبدعين وتنثرهم في أرجاء الوطن، انزوى فهد في مؤسسة أسبار البحثية مع مشاركته في تأسيس صحيفة الوطن والآن منهمك لإعادة صحيفة الندوة كل هذه الأدوار لا تغني لأن يكون فهد الحارثي على رأس إحدى الصحف السعودية الشهيرة ليعيد شهية السعوديين للصحافة من جديد، كيف لا ولا أحد يعرف أسرار هذه اللعبة مثله!