نجح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد حملة انتخابية شاقة في الفوز بولاية رئاسية ثانية ليتربع لأربع سنوات أخرى على قمة أقوى دولة في العالم، إثر حصوله على 332 صوتًا مقابل 206 لخصمه الجمهوري ميت رومني. وهو ما يعني أنه سيواجه في الفترة الرئاسية الثانية تحديات كثيرة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فداخليا تبرز قضايا "النمو الاقتصادي"، و"البطالة"، وكذلك ما تواجهه الولاياتالمتحدة من خطر "الهاوية المالية" في حال لم يتوصل الديمقراطيون والجمهوريون إلى اتفاق في "الكونجرس" بحلول 31 ديسمبر، ما سيؤدي إلى دخول خطة تلقائية من الاقتطاعات بالميزانية والزيادات في الضرائب حيز التنفيذ؛ بهدف خفض العجز في الميزانية العامة، الأمر الذي سيُهدِّد بتقويض الانتعاش الاقتصادي الهش الذي تحقق بشكل طفيف في نهاية ولايته الأولى. وسيترتب أيضًا على الكونغرس الاتفاق على رفع سقف الدين الذي يأتي استحقاقه بحلول نهاية العام، لمنع تعثر الولاياتالمتحدة في تسديد مدفوعاتها. أما التحدي الذي لم يكن في الحسبان فهو فضيحة مدير "السي آي ايه" الجنرال بترايوس الذي تورط في علاقة خارج إطار الزواج مع كاتبة سيرته باولا برودويل وما أصبح متداولاً الآن لدى وسائل الإعلام الأمريكية بأن باولا كانت تعرف كلمة المرور للدخول على البريد الإلكتروني للرجل الأول المسؤول عن أمن أمريكا، وهو ما ستكشف عن تفاصيله الأيام القليلة المقبلة. ويمكن الاستدلال على خطورة هذا الموضوع ليس فقط بسبب بعده الأمني، وإنما أيضًا لأن أوباما سيجد صعوبة بالغة في إيجاد الشخص الذي بإمكانه أن يملأ الفراغ الذي سيتركه بترايوس بعد أن قبل أوباما استقالته. أما على الصعيد الخارجي، فالمتوقع أن تكون الفترة الرئاسية الثانية مختلفة عن الأولى، خاصة بالنسبة للملف السوري والملف النووي الإيراني، حيث يتوقع محللون أن يتم حسم الملفين معًا في غضون عام، سواءً عسكريًا أو دبلوماسيًا، خاصة وأن أوباما سبق وأن قطع وعدًا صريحًا أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن إيران لن تحصل على القنبلة، فيما يخص سوريا، فإن ما توصلت إليه قوى المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة إلى اتفاق مبدئي فجر أمس الأحد حول جسم موحد يحمل اسم "الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة"، سيساعد الرئيس أوباما على اتخاذ قرار إرسال السلاح إلى مقاتلي المعارضة الذين يسعون إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. لكن يبقى السؤال: أمام أوباما 4 سنوات، لترك بصمة تجعله من بين أبرز رؤساء الولاياتالمتحدة - فهل هو قادر على ذلك؟!