كتبت في أكثر من مناسبة عن الجمهورية الإسلامية في إيران، وكل مرة أكتب فيها فإنني أذكر أهمية الحوار وأهمية حسن الجوار، وكان أحد مقالاتي عن السياحة في الستينات إلى شيراز التي يقصدها الكثير من موطني المملكة ودول الخليج وكيف أن العلاقات الإيرانية الخليجية كانت سمتها احترام حسن الجيرة، لكن من الملاحظ في الوقت الحالي أنه بين فترة وأخرى يصدر تصرف غير مسؤول من بعض الإيرانيين ممن يمثلون الدولة، أو تسمع تصريحا من الواضح أن من ذكره لا يعرف عواقبه، وإيران شاءت أم أبت لا تستطيع أن تعادي العالم. وخلال الشهور القليلة الماضية قامت إيران بتصرفات مباشرة غير مسؤولة، ففي هذا الوقت من التقدم العلمي فان الحروب أو المعارك تسبقها حرب إلكترونية تقوم بها سفن أو طائرات متخصصة، والكل يعلم بأن إيران تفتقد لأجهزة الحرب الالكترونية العسكرية المتطورة، القيادة الإيرانية يجب أن تعي خطورة بعض الحركات سواء من الناحية العسكرية من خلال الاقتراب من أهداف اقتصادية لدول الجوار أو من خلال وضع أجهزة الحرب الالكترونية في وضع التشويش, لأن هذا يعتبر نوعا من أنواع بداية الاشتباك، وقد تحدث أمور لا تحمد عقباها. لكن لديها القدرة المحدودة على المناورة الالكترونية، لكن المشكلة تكمن في أن البدء بحرب إلكترونية أو التحليق بالطائرات قرب مصالح دول أخرى يعتبر من الناحية القانونية إعلان حرب أو إعلان الشروع في الاستعداد للحرب، ولا أعتقد أن القيادة الإيرانية لا تعرف خطورة هذه التصرفات، فشريحة كبيرة من ضباط وخبراء الحرب الالكترونية الإيرانيين يعرفون ذلك وهم من خريجي مدارس الحروب الالكترونية في الولاياتالمتحدةالأمريكية في السبعينيات الميلادية، والمشكلة الكبرى تقع في أن هناك أجهزة ردع عسكري تقوم بصورة تلقائية بالرد على أي تهديد أو تدخل الكتروني، وتكون هذه المعدات والأجهزة في وضع الاستعداد والاشتباك التلقائي إذا كانت الدولة في حالة التأهب القصوى، لذلك يحرص الكثير من الدول على عدم القيام بأية مناروات تأخذ الطابع الاستفزازي، لأنها لا تعلم بوضع استعداد الأسلحة المضادة التلقائي لدول الجوار، لذلك فإن القيادة الإيرانية يجب أن تعي خطورة بعض الحركات سواء من الناحية العسكرية من خلال الاقتراب من أهداف اقتصادية لدول الجوار أو من خلال وضع أجهزة الحرب الالكترونية في وضع التشويش, لأن هذا يعتبر نوعا من أنواع بداية الاشتباك، وقد تحدث أمور لا تحمد عقباها. إن المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حريصة على استقرار منطقة الخليج والتأكيد على أهمية حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين, لكن لدى المملكة أساليب كثيرة في الرد على أي تهديد.