لا شيء يعلو فوق صوت الإعلام الأمريكي، الإعلام صناعة مزدهرة في أمريكا تستطيع أن تقلب الحقائق إلى أكاذيب والأكاذيب إلى حقائق وتسيطر على الرأي العام ببراعة متناهية لا أحد يشكك فيها خصوصاً في أمريكا يدعمها إرث تاريخي عريق وإمكانات هائلة يُقابلها إعلام عربي بدائي قليل الحيلة ذو إمكانات متواضعة. ما إن انطلقت قناة الحرة من العراق قلنا هذه بادرة خير للإعلام العربي ليتعلم أصول الصنعة الإعلامية، أمريكا هوليود أم الأفلام ورائدة برامج التوك شو ماذا تخبئ لنا من مفاجآت وإبداع ومتعة، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث بل فوجئنا بقناة كسيحة لا تختلف عن أي قناة عربية من المستوى المتوسط بأخبار بائتة ووجوه إذاعية تشكو الإهمال والخمول. حاولت إدارة القناة إحياءها ببعض البرامج السعودية التي لم تحقق النجاح المأمول بسبب شدة المنافسة وعدم جدية القناة التي ما زالت تعتقد أننا ما زلنا نعيش في زمن تليفزيون الأبيض والأسود. تذكرني قناة الحرة ببعض الوزارات التي انبثقت منها هيئات كثيرة ثم بقيت الوزارة «تهش الذبان». الآن انتهى الاحتلال الأمريكي للعراق الذي استبدل ديكتاتورية صدام بدكتاتورية أكثر دموية وبفساد إداري تُضرب به الأمثال ولم تنته قناة الحرة التي مازالت تدور في فلك أم العروس الفاضية ومشغولة! السؤال: ماذا تفعل قناة الحرة هناك فلا هي قدمت إعلاماً حراً كما تدعي ولا هي أغلقت أبوابها بانتهاء المهمة الأمريكية؟!