في خبر قرأته قبل يومين في بعض الصحف، كان هناك حديث حول دراسة سوف ترفع حول أراضي المنح التي وزعت على المواطنين منذ سنوات، والفكرة من الدراسة (حسب ما فهمت مما عرض من خبر) أنه سوف يتم استرجاع الأراضي التي لم يستثمرها المواطن. وإذا صدق الخبر مبنى ومعنى، وكان فهمي دقيقا لما نشر، فإن التركيز على أراضي المواطنين غير المستثمرة يدخل في باب الاستفادة من الأراضي البيضاء في توسيع دائرة الإسكان، لكن لو دققنا النظر في ذلك لوجدنا أنها فكرة تدور حول أراضي المواطنين (الغلابا) أكثر من المواطنين ذوي الأراضي الكبيرة. لا أفهم ذلك التركيز على أراضي المنح التي للمواطن دون الحديث عن الأراضي البيضاء ذات الكيلومترات المربعة. السؤال الذي كان لابد أن يجيب عليه المسؤولون عن هذا المشروع الجديد هو: ما هو البديل للمواطن عن أرضه الممنوحة له؟ .. هل سيدخل المواطن في مشروع الإسكان الجديد، أم يوضع اسمه في جداول الانتظار؟ أتصور وربما يتصور القراء أيضا، أن غالبية المواطنين لو قدروا على استثمار أراضيهم لما تأخروا ساعة في استثمارها، ولما انتظروا سنوات طويلة في جدول القروض العقارية. ليست القضية في طرح مشروع يعجل من إسكان المواطن إنما الإشكالية في مدى إدخال المواطن في متاهات طويلة غير مدروسة بدقة تؤمن له الانتقال من طريقة إلى طريقة أخرى أكثر سرعة وفائدة. المواطن يريد أن يسكن فهل هذا المشروع الجديد يعجل من سكناه، أم يعيده للمربع الأول؟ أتمنى تطمين المواطنين بشرح المشروع بكل تفاصيله، وطرح البدائل بشكل أكثر وضوحا.