بعد انتهاء انتخابات «غرفة الرياض»، وقبل صدور قرار تعيين بقية الأعضاء من وزير التجارة، نشرت قصة لافتة في الزميلة «الاقتصادية» هاجمت فيها المرشحتين الوحيدتين لانتخابات مجلس إدارة الغرفة سيدات أعمال المنطقة، بعد أن سجلتا حضوراً متواضعاً للغاية خلال فترة الانتخابات تسبب في خسارتهما. فايزة أبا الخيل وهدى الجريسي، قالتا إن عدم نجاحهما في الانتخابات يعود لعدم وعي سيدات الأعمال بأهمية المشاركة في الانتخابات واختيار من يمثلهن في مجلس الإدارة، إذ لم تشارك في الاقتراع سوى 90 سيدة من أصل خمسة آلاف سجل تجاري مسجلة بأسماء سيدات أعمال. المرشحتان ألمحتا إلى كسل البعض من الذهاب إلى مقر الانتخاب، والمشاركة واختيار من يمثلهن في مجلس الإدارة، والاتكال على وجود أخريات يقمن بالدور عنهن. في تلك المرحلة، تحدثت الجريسي عن أنهما تعوّلان على التعيين، وقالت: «من المفترض أن يتم التعيين، ولا سيما أن هنالك غرفاً تجارية سبقتنا في ذلك، ولا يمكن الاستمرار في رفض تعيين المرأة بحجة أن المجتمع غير جاهز، فغرفة الرياض سجلت العدد الأكبر من السجلات النسائية بين الغرف التجارية». حسناً، جاء التعيين ولم يحدث كما تمنت المرشحتان ما حدث في غرفتي جدة والشرقية، ويبدو أن القرار اجتماعي أكثر منه اقتصادي، ويبدو أيضاً أن وزارة التجارة نظرت إلى حجم الأصوات، فوجدت أن المرشحتين لم تجدا قبولاً نسائياً فضلاً عن القبول الرجالي، فلم يتم تعيينهما، هكذا يبدو سياق القصة، وأحس أن السيناريو كان مختلفاً قليلاً، فعلى رغم أن المخرج «عاوز كده»، إلا أن إعطاء البطولة لعدم قناعة المجتمع، أو المرأة ضد المرأة لا يمكن أن يمر في «التتر» من دون أن نمحِّصه. ما حدث يؤكد نظرية قديمة تتجدد، أن السجلات التجارية النسائية في غالبها هي واجهات لرجال لا يستطيعون الظهور في الصورة، إما لأن النظام يمنعهم، أو لأن النشاط لا يليق بحجمهم في السوق، وأخيراً ربما للحصول على بعض المساعدات المالية والتسهيلات التي تقدمها بعض الجهات والصناديق، لتشجيع عمل المرأة في بعض المهن والنشاطات. أيضاً هذا يعطي انطباعاً أن بعض صاحبات السجلات التجارية، وإن كن يملكن المؤسسة ويدرنها، فما زلن لا يملكن القرار في ما يتعلق برأيهن في بعض قضايا المجتمع، ومنها قضية مجتمع الأعمال النسائي الذي يمثل بعضوات في غرف تجارية ولا يمثل في أخرى. وأخيراً، هو القناعة بأن العادات الاجتماعية تختلف من مدينة لأخرى، وإذا كنت أعتقد بأن «غرفة الرياض» ستسجل في تاريخها دخول المرأة في مجلس الإدارة يوماً ما، فإن بعض الغرف ستنقرض قبل أن يحدث ذلك.