مشاري بن صالح العفالق - اليوم السعودية يبدو أن العرب والمسلمين على موعد دائما مع تاريخ 11 سبتمبر من كل عام وكأن بعض الصهاينة المسيحيين واليهود اختاروا هذا اليوم ليكون بمثابة اليوم العالمي لتشويه صورة الإسلام والمسلمين. لن أتحدث حول حادثة 11 سبتمبر الشهيرة التي لا زال بعض المتطرفين يعتقد أنها ضربة مؤلمة للأمريكيين ردا على دعمهم لإسرائيل حتى أن المنتمين لتنظيم القاعدة لا يزال يطلق عليها غزوة مناهاتن تلك الغزوة التي أثمرت احتلال دولتين إسلاميتين ووصم ملياري مسلم بالإرهاب. حادثة سبتمبر لا يمر ذكراها إلا وتصدى لها أحد المتطرفين اليهود أو المسيحيين ليغذي بها روح الحقد والكراهية والفتنة وكأن بعضهم امتهن إشعال حرب أبى الله تعالى إلا أن يطفئها، رسومات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، إشعال القرآن الكريم أو تمزيقه إلى آخره من تصرفات عدوانية لا تقرها الأديان أو الفطرة. بنظرة سريعة لمحتوى الفيلم المسيء لا يمكن أن تكون ردة فعل المسلمين بمثابة التأكيد على إلصاق فكرة الإرهاب أو الانفلات والغوغائية بالدين الذي ندافع عنه وعن قيمه السمحة التي كان من الأولى أن نشدد عليها ونتمسك بها حباً للدين ولرسوله الكريم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق.وقبل أيام افتعل بعض اليهود المجرمين بالتعاون مع مخرج عربي قبطي لا يبدو لديه القدرة على فهم عميق للأفكار أو العقائد أو أنه مجرد مأجور لإشعال فتنة تضع المسلمين في مواجهة للعالم المتحضر كما يزعمون، بينما لم يعد ذلك العالم المتحضر قادراً على فرض قوانين تمنع الإساءة للأديان أو العقائد. على أي حال ليست المشكلة في وجود معادين للدين أو مسيئين للرسل والكتب السماوية بل وللأفكار الخيرة فهذه سنة من سنن الكون لكن المشكلة في إقدام بعض المسلمين باسم (الإسلام) على تصرفات انتقامية غير أخلاقية لا يقرها دين أو عقيدة. فحينما كانت الهجمات على برجي التجارة في نيويورك كان تبرير جماعة القاعدة ومن تأثر بفكرهم بأن الجيش الأمريكي فعل والاستخبارات الأمريكية دبرت والرئيس السابق تواطأ لكنهم لم يقدموا سبباً مقبولاً لقتل الأبرياء من المسيحيين وحتى المسلمين الذين فاق عددهم الأربعة آلاف. اليوم يرفع بعض المتحمسين علم القاعدة على السفارة الأمريكية وآخرون يقتلون الدبلوماسيين الأمريكيين في بلدهم وكأن هؤلاء أرادوا من حيث علموا أو لم يعلموا إعادة التشويه الذي حصل لسمعة الدين وأهله منذ 11 سبتمبر الأسبق أمام مرأى ومسمع العالم. وحينما نعود للفيلم الأخير المعروف بالفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وللإسلام بشكل عام كان تنفيذه أقرب لتهريج الأطفال بل وإنه لا يستحق حتى وصفه بفيلم، لا من ناحية الإنتاج ولا السيناريو ولا حتى الإخراج الذي بدا سخيفاً بكل المقاييس، أما عن الأفكار المطروحة فهي لا تناقش جوهر الإسلام أو عقيدته ولا حتى إثبات صحته من عدمه بقدر ما تسوق أفكارا سطحية جداً حول تعدد الزوجات أو فكرة الحرب أو الردة أو زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من طليقة ابنه بالتبني بعد نزول حكم بطلان التبني إلى آخر الشبهات التي لا يمكن أن يقف أمامها عاقل بعد أن يغمر قلبه الإيمان الذي تثبته مئات المعجزات التاريخية والعلمية المعاصرة فضلاً عن المنطق الذي يتوافق مع الدين الإسلامي ويوافق الفطرة. وبهذه النظرة السريعة لمحتوى الفيلم المسيء لا يمكن أن تكون ردة فعل المسلمين بمثابة التأكيد على إلصاق فكرة الإرهاب أو الانفلات والغوغائية بالدين الذي ندافع عنه وعن قيمه السمحة التي كان من الأولى أن نشدد عليها ونتمسك بها حباً للدين ولرسوله الكريم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق. ليت جميع المسلمين يجعلون من ذكرى 11 سبتمبر مناسبة لعرض الأخلاق الكريمة التي جاء بها القرآن الكريم، وأن لا ينساقوا وراء أفعال سفيه لا قيمة لها ولا يمكنها أن تقلل من شأن أعظم خلق الله سبحانه وتعالى أو آخر رسالاته.. تحياتي،،