ما سعى إليه الشّواذ من أقباط مصر في أمريكا، بالتعاون مع القسّ الأمريكي المتطرِّف جونز، حقّقه لهم الانفعاليون في ليبيا ومصر. المصريون وكلُّ من يتابع ما يقوم به بعض الأقباط خارج مصر، يعرفون أنّ هناك (أنفاراً) من الأقباط الحاقدين، يعملون ومنذ سنين، على إثارة الفتنة الطائفية في مصر، والادعاء بأنّ الأقباط في مصر مسلوبو الحقوق، وأنهم يعامَلون كمواطنين من الدرجة الثانية، وأنهم من أجل ذلك يعملون على إقامة (دولة قبطية)، ووضعوا خارطة افتراضية لتلك الدولة. الأقباط داخل مصر من البابا الراحل شنودة ومَنْ يقوم مقامه الآن، وكل الكنائس المسيحية في مصر والناشطون السياسيون من الأقباط، تصدَّوا لمثل هذه الأعمال وشجبوا تلك التحرُّكات، ويعرف المصريون أنّ زمرة ما يسمّى بأقباط مصر بالخارج، شرذمة لا يتعدّى عددهم العشرات، وأنّ الذين يحرِّكونهم أشخاص يعرفهم المصريون جميعاً مسلمين وأقباطاً، وهم عصمت زقلمة وموريس صادق ونبيل بسادة وإيهاب يعقوب وجاك عطا الله وناهد متولي وإيليا باسيلي وعادل رياض.. هذه الزُّمرة التي وجدت احتضاناً من بعض الجهات المعادية للعرب والمسلمين، دعماً وتمويلاً، لاستغلالهم في المناسبات التي يقيمونها لتشويه صورة المسلمين شعوباً ودولاً. وفي الذكرى الحادية عشرة لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وبمساعدة وتمويل من القسِّ الأمريكي جونز، الذي كان وراء (مسرحية حرق القرآن الكريم) في العام الماضي في الذكرى العاشرة لتفجيرات 11 سبتمبر، تم عمل وإنتاج فيلم يسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والفيلم كما أظهرت مقاطع له على اليوتيوب، يصوِّر المسلمين كقتلة، ويعرض أحداثاً شهدتها مصر لعمليات استهدفت أملاكاً للأقباط وكنائسهم. الفيلم، وحسب تقييم من شاهده على (اليوتيوب) مِن نقّاد ومفكِّرين، يُعتبر من الناحية الفنية وما يقدمه من مضامين لا قيمة له ولا يؤثِّر في المتلقِّي، سواء بالنسبة للأمريكيين أو المصريين أو أيّ جنسيات أخرى، ولذلك لم تعرضه أية محطة تلفزيونية أمريكية، حتى المحطات الهامشية وغير المعروفة، وهو بذلك لم يحقق أيّ هدف، إلاّ أنه حقق أهداف من أراد إشعال فتنة طائفية، وأثار ردود أفعال ستكون بما تحمله من سلبيات، أكثر تأثيراً من الفيلم نفسه. وإذ كانت المظاهرات التي أحاطت بالسفارة الأمريكية في القاهرة، لم تتجاوز عمليات إطلاق الهتافات وحرق الأعلام، فإنّ الأمر تجاوز ذلك بكثير في بنغازي، الذي شهد إحراق القنصلية الأمريكية وقتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من الموظفين الأمريكيين، منهم اثنان من حرّاس السفير من جنود المارينز. هذه الأعمال حوّلت المسلمين من أصحاب حقٍّ يدافعون عن كرامة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ورفع الإساءة عنه والمطالبة بمحاكمة ومساءلة من أنتجوا وعملوا ذلك الفيلم المسيء، إلى قوم عنيفين، يعالجون مشاكلهم وخلافاتهم بالقتل، والتعرُّض للسفارات وقتل السفراء والدبلوماسيين، وهو ما يحوِّل المسلمين من أصحاب حقٍّ إلى فوضويين وغوغائيين. صحيح أنّ من واجب المسلمين جميعاً الدفاع عن كرامة الدِّين والنبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، إلاّ أنّ التعامل مع مثل هذه الإساءات، لابدّ أن يكون تعاملاً لا يجعلنا ننجرف لما يريده أعداء الإسلام، بالقيام بتجاوزات وأعمال تصل إلى مستوى الإجرام كحرق السفارات وقتل السفراء. [email protected]