المتأمل في قسوة وشراسة الحرب التي يشنها النظام السوري على شعبه يدرك أن الأمر ليس محض حرب تأديبية على من يدعي النظام خروجهم عليه، بقدر ماهي حرب قلوب موتورة ملأها الحقد التاريخي المتوارث، مايحدث في سوريا من البشاعة فوق المتصور، ولولا أن القتلة وثقوا جرائمهم بالصوت والصورة وإلا لما صدقنا مايحدث أبداً، رجال مقيدون بالأغلال تجتز رؤوسهم بمناشير كهربائية دون أن يطرف للجاني رمش، جثث ممثل بها وملقاة على الطرق تُستهدف بالمزيد من التمثيل والتنكيل عبر تعمد المرور على إحداها بدبابة مجنزرة للمزيد من التشفي والانتقام ، تقتيل وتحريق وسحل للأطفال والشيوخ واغتصاب للنساء، هذا التعطش للدماء لا يمكن أن يكون طبيعياً أو معقولاً إلا لدى من غذت عقولهم ثقافة الكراهية، وإدراك ما يُزعم أنه ثارات الحسين والحسين منها براء ! هي حرب إبادة وتطهير طائفي، شارك فيها بالإضافة لجنود النظام جيش القدسالإيراني، وميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر، وقبلها ميليشيا حزب الله، لقد طفح الكيل وعيل صبر كل من في قلبه مثقال ذرة من رحمة، حتى رأينا بعض المثقفين والعلماء الشيعة ينكرون هذه الجرائم، بل منهم من ينكر على أبناء طائفته تأييدهم اللامبرر لبشار خاصة أولئك الذين يأتي تأييدهم تبعاً لمن تعاديه إيران وتؤيده ! وفي هذا الصدد يطالعنا الكاتب الكويتي علي خليل حيدر في مقالة له بعنوان:«الشيعة ومذابح الشام»وفيها يسأل أبناء طائفته في الكويت فيقول:«هل يتحمل الضمير الشيعي مذابح حمص ودرعا ودمشق وديرالزور وعموم الشام وإلى متى ؟ هل يجيز هذا الضمير شرعاً ومذهباً وانسانية، السكوت عن محاصرة المدن وضرب بيوت الناس بالدبابات والصواريخ وقتل سكانها دون تمييز - ويضيف حيدر واضعاً النقاط على الحروف نحو- من يعمل في الخفاء داخل الكويت لتضليل الرأي العام الشيعي ويسعى لقيادتهم صفاً واحداً، لدعم النظام السوري، وتجاهل كل هذه الجرائم التي ترتكب كل يوم في مدن الشام»وبعدها يعود حيدر مثرباً على أبناء طائفته لصمتهم عن استنكار تلك الجرائم فيقول:»كيف يمكن للشيعة ان يقولوا بعد هذا التجاهل لمذابح سورية انهم مع المظلومين والمستضعفين والمستباحين كم سيبقى من مصداقية بكاء الشيعة في محرم وعاشوراء على القتلى والمظلومين، إن لم يستنكروا اليوم جرائم قتل الشعب السوري وتخريب دياره وتعذيب معتقليه»؟! حقاً ما أحوجنا لأمثال هذا الكاتب الذي كتب من وحي ضميره وقيمه ومبادئه لا وفق إملاءات وأجندات خارجية، وإذا كان هو ومثله قليل قد استنكروا جرائم النظام السوري فسواه كثير مازالوا صامتين، والأسوأ والأنكى من يبررون ويدافعون عن بشار ونظامه ويهاجمون الشعب السوري الأعزل الذي يدافع عن نفسه ضد جبروت صواريخ وطائرات بشار وترسانته التي تحصد المئات يومياً، السكوت علامة الرضا ليس في الزواج فحسب بل في أشياء كثيرة مالم يظهر عكسه ! .