في كل لقاءاته مع الوسطاء الدوليين يردد بشار الأسد أنه سيحرق المنطقة العربية، وسطها وخليجها، بعد ست ساعات فقط من إطلاق أول صاروخ على دمشق، إذا ما تدخلت الأسرة الدولية لوقف قتل السوريين. بشار الأسد قال ذلك بوضوح وبدون أي تردد لوزير خارجية تركيا وللأمين العام لجامعة الدول العربية والمبعوثين الأوروبيين وطبعاً لحلفائه الروس والصينيين. يسأل هؤلاء المبعوثون: كيف تحرق المنطقة يا سيادة الرئيس..؟!! أجاب بكل بساطة: سأنقل كل صواريخي، بما فيها المزودة بالأسلحة الكيماوية، إلى حافة الجولان، ومن هناك أمطر إسرائيل بتلك الصواريخ التي أحتفظ بها لحماية النظام، رغم أن جبهة الجولان ظلت صامتة طوال أكثر من 40 عاماً. كما سيقوم حلفاؤنا (حزب الله من جنوب لبنان) بتوجيه ترسانتهم من الصواريخ لإطلاقها على شمال فلسطين، وبهذا نكون قد حرقنا إسرائيل قبل أن تحرق قصورنا..!! وحتى يكتمل حريق المنطقة سنوعز لحلفائنا أو لنقل بصراحة من زرعناهم في دول الخليج العربي من الخلايا النائمة من الأحزاب الشيعية والمليشيات وعناصر مخابراتنا الذين زرعناهم طوال كل هذه السنين لإشعال منطقة الخليج العربي بأكملها، وتبدأ بالمظاهرات ثم بالعمليات الإرهابية والتفجيرات، فيما تكمل إيران الباقي؛ إذ ستقوم تشكيلات الحرس الثوري الإيراني بإغراق البوارج وناقلات النفط وإحراقها، وسيتم تعطيل الملاحة بالخليج العربي وإغلاق مضيق هرمز الذي هو عملياً تحت سيطرة البحرية الإيرانية، التي ستصل إلى مياه البحر الأحمر بعد أن استطاعت غواصات إيران التواجد هناك. سيناريو إرهابي يفصله رئيس دولة؛ ليؤكد جدارته بعضوية الدول المارقة، وهو ما عُرف عنه وعن نظامه منذ اختطاف عائلته الحكم في سوريا. هذا الشيء معروف عن نظام سوريا وحليفه نظام الملالي في إيران، إلا أن الذي قاله بشار الأسد بأن الأحزاب الشيعية والخلايا النائمة في دول الخليج العربي وعناصر المخابرات السورية والإيرانية المنتشرين في هذه الدول سيجدون المساندة من أبناء الطائفة الشيعية الذين سيكونون خير من يدافع عن نظامنا في دمشق وطهران يستحق الوقفة..! المواطن الشيعي في دول الخليج العربي والعراق يتساءل: ما مصلحة الشيعة بالدفاع عن هذين النظامين القمعيَّيْن اللذين أذاقا الشيعة في إيران والعراق والعلويين الأمرَّين من جراء تجبرهم واستكبارهم؛ ما حوّل مشاعرهم إلى العداء والسخط اللذين يشعر بهما كل إنسان لهم؛ حيث ابتُلي الشيعة بأعمالهم الإجرامية، وأصبحو مُلامين؛ لأن من يُحسب عليهم يرتكب كل هذه الجرائم. ما مصلحة الشيعي في العراق والكويت والبحرين والسعودية وباقي دول الخليج في حماية نظام مكروه من شعبه؟ وما الفائدة من تحول الشيعة إلى ترس يحمي مجرمي حرب، لا يفرقون بين شيعي وسُنّي في تعذيبه واعتقاله إذا لم يخدم أطماعهم؟ المكسب الوحيد الذي سيحصل عليه الشيعة في دول الخليج العربي بعد تأكيدات بشار الأسد هو وقوعهم في دائرة الشك والريبة خوفاً من تجنديهم في شبكات بشار الأسد وخامنئي مثلما حصل في لبنان والعراق.