كل عام والجميع بخير وعيد مبارك، يعود العيد ككل سنة وتنشط حركة السفر والسياحة، سواء محليا أوخارجيا، وتصبح حالة استنفار من الجميع، وكأن البعض لا يعرف متى العيد، فلم ينظم وقته وحجوزاته وغيرها من متطلبات السفر. فالأعياد والمناسبات أياً كانت، تصبح مصدر «استثمار» وفرصة مالية تتاح، يستثمرها التاجر كل في قطاعة، وبلادنا تصبح من أنشط دول المنطقة بحركة السفر والسياحة، فنجد المواطن السعودي يسافر لدول مجاورة أو بعيدة، ويصبح هو الرقم الأعلى حضورا كعدد، مثال دبي وبيروت «قبل التحذيرات الأخيرة» والقاهرة والكويت ومؤخرا الدوحة، وغيرها من الدول، نهم كبير لدينا للسفر. من أبسط احتياجات الإنسان في السفر والسياحة خصوصا، هي «الخدمات» لا الخيار الأول «للطقس» والدليل دول مجاورة ومدن قد تكون أصعب ظروفا مناخية مما لدينا، ومع ذلك تعيش حالة من الاستنفار والزحام لدرجة أن الإشغال بنسبة تصل 100% لماذا؟ ونحن في بلادنا لا يحصل ذلك، وهذا لا يعني أن هناك فئة تسافر مهما كانت الخدمات لدينا أو الأسعار أو الطقس، فكما الفرنسي والإسباني والإنجليزي يغادر بلاده للسياحة ويظل طبيعيا ومنطقيا من حيث الرغبة «بالتغيير» ولكي نعكس الصورة، كم سائح يأتي إلينا ببلادنا بعيدا عن زيارة الأمكان المقدسة؟ رقم ضئيل وقد لا يذكر، فهل نحن لدينا جاذبية سياحية؟ نعم لدينا ونملك كثيراً من المقومات الطبيعية، ولكن لا نملك المقومات «الخدمية» على الأرض، كالفنادق والمطاعم والترفية، وحق الشباب والعائلة وغيره، لدينا حالة من عدم التوازن والإرباك في موضوع السياحة فنحن لدينا تفرقة، أنت شاب؟ أو عائلة؟ ماذا عن الخدمات، من نقل، وأنظمة وتشريعات، وتنوع في الخدمة من الشمال للجنوب للشرق للغرب؟. فرص السياحة في بلادنا أثق أنها من أعلى المستويات ونملك المقومات من طبيعة وبحر وأجواء وسعة المدن وتعددها، ولكن من يحدثنا عن «الخدمات» و «الحريات الشخصية» فالشباب لديهم معاناة كبيرة، مهمشون لا اعتبار لهم سياحيا، أين يذهبون؟ هناك يذهبون مجبرين لمن يستطيع، نحتاج فكراً سياحياً يبني أسس حقيقة بنية تحتية، ثقافة تقبل الآخر، وتنوع، واستثمار الأجواء ما يناسب صيفا أو شتاء، لن أستغرب استمرار نمو المسافرين للخارج خاصة ونحن نكتفي بدعوات البقاء هنا بدون بناء حقيقي ومؤسسي.