حين يغادر ما يقارب 2.8 مليون " سعودي " البلاد خلال 3 اشهر، ماذا يعني هذا الرقم ؟ وهو ما يشكل 15% من السكان ؟ هل يعكس نجاح السياحة محليا أم فشلا لها ؟ وهل يمكن أن يكون رقما طبيعيا وعاديا كأي نسبة من سكان اي دولة يغادرون البلاد في الإجازات ؟ كم التكلفة المالية لهؤلاء المغادرين حين نحسب كم يوما سافروا وإلى أين ؟ وكم معدل الصرف اليومي ؟ وماذا إذا كان هناك تسهيلات سفر في المطارات كم سيضيف هذا الرقم ؟ وماذا عن من لم يستطع السفر لسبب مالي ؟ أرقام كثيرة تحتاج بحثا وتدقيقا وتعطي دلالات مالية واجتماعية لا حدود لها، وستقدم مؤشرات مهمه يمكن أن تغير كثيرا من الواقع الذي نعيشه، والواضح أن السفر ونسبته ترتفع لا تنخفض، وكل هذا مكلف بكل النواحي، ولكن يظل إيجابيا بنسبة أخرى حين تكون هناك زيارات وسياحة خارجية نستفيد من دول أخرى بظرف أفضل وحياة مختلفة . وحين نفتح سبب هذا "الهوس" العالي للسفر الخارجي لدينا لماذا؟ رغم ان البعض ولا أعرف كم نسبتهم، قد يوفر من دخله الشهري لكي يسافر للخارج، ويحاول أن يفعل كل ما يستطيع، بل يمكن أن يقترض في سبيل السفر والخروج للعالم الخارجي، ورغم أن بعض الدول هي لا تختلف عن "طقسنا" بأي حال من الأحوال، بل إننا نملك "أجواء " مميزة ولا تختلف عن اوروبا في شيء في الصيف كما هو جنوب المملكة ولكن ما هو الواقع المتاح هناك ؟ لن اتوسع في نقد وعكس الصورة هناك، ولكم يكفي أن تعرف كم فندقا " خمس واربع وثلاث نجوم " متوفرا في هذه المنطقة الجنوبية من بلادنا ؟ وكم هو حجم التدفق السياحي لها، وما هي وسائل المواصلات المتاحة جوا وأرضا ؟ والخدمات التابعة من ترفيه ومطاعم ؟ كل هذا من أسس ومقومات السياحة، ولكن كلها لا ترتقي ولا تصل للمستوى المأمول بأي صورة كانت، ورغم أننا نتشرف بالحرمين الشريفين، ولكن لم يستفد منهما بصورة كافية وجذابة وراقية . السياحة تعني "خدمة وخدمات" متكاملة بمكان مناسب وسعر مناسب قدر الإمكان، مع حرية شخصية وذاتية لا مساس بها فهل يتوفر كل هذا ؟ الواقع يقول لا غير متوفرة، إذاً لن نلوم ولن نقول لماذا يغادر ويستنزف الاقتصاد الوطني من هذا العدد الكبير الذي يغادر بلادنا وأن اتيح لغيرهم لفعلوا مثلهم، نحتاج إعادة بناء ونظرة واستراتيجية تجذب ابن البلد لبلده، وأن يكون مقتنعا بما يقدم هنا ببلاده، وهي للاسف غير متاحة . نحتاج الكثير من الذي لم يأت فلا تكفي دعوات عاطفية وغيرها، بل الواقع هو المتحدث الرسمي لا غيره.. .