من أهم شروط السياحة الجيدة هو" التنظيم " والترتيب المسبق قبل أشهر من موعد سفرك أينما كانت وجهتك ، وبالذات سفر الصيف الذي يفترض أن يبدأ الترتيب له قبل ستة أشهر إذا كانت الإجازة خارج المملكة ، فماذا عن الداخلي ؟ حين تبحث عن السفر الداخلي كسياحة ستحتاج لوقت أقل باعتبار أنك قد تستخدم سيارتك الخاصة أو السفر بالطائرة ونادرا من يستخدم النقل العام الذي هو ليس متاحا في الأساس . الآن مع وقت إجازة " الربيع " الكثير يعاني أزمة " موسم " حيث لا يجد مقعدا للسفر سواء محليا أو خارجيا قبل أسبوع وأسبوعين من الإجازة ، وخاصة خارجية ولمحطات معروفة بدول مجاورة ، وهذا يعكس أن هناك فاقدا اقتصاديا كبيرا جدا يذهب للخارج ، فلن نمنع السفر للخارج فهو طبيعي واعتيادي ، ولكن حين نقارن النسبة والتناسب بين من يسافر ومن يبقى أو ما تصرف خارجيا مع محليا سنجد هناك فوارق كبيرة جدا ومهمة. فرص السياحة المحلية " كسوق " واعدة وكبيرة ، لدينا قوة طلب هي الأكبر في الشرق الأوسط كسياح، فهم يملأون دول الجوار وحتى البعيدة منها ، فلا تجد مقعدا بسهولة في طائرة، وقد لا تجد غرفة في فندق، وأزمات لا تنتهي، فالسائح السعودي " لا يجد ما يوازي ذلك في بلده ، فندرة الفنادق ( فنادق 5 نجوم في المملكة لا يتجاوز 50 فندقا فقط " ) ولا نقل عامّاً ،وسوى ذلك فما الحل مع سوق يبحث عن " سياحة ، ومتنفس ، وتنوع سياحي " ،فاختزلنا وحصرنا السياحة بالجلوس أمام البحر وفي الأسواق والمطاعم ! فهل هذه هي السياحة؟. هي صناعة تنوع وخدمات وكم هائل وكبير من المتطلبات وهذا غير متوفر ، قد لا أكون مبالغا حين أشاهد أكثر من 750 ألف مواطن " الرقم معلن رسميا" يذهب لدولة مجاورة ولمدينة واحدة هي " دبي" فماذا تملك " دبي " وهي بنفس الطقس والأجواء ؟ يتوفر ما ذكرنا سابقا ، الفنادق الخدمات الترفيه التنظيم الحرية العائلية الشخصية وغيرها . يجب أن نهتم بتنمية السياحة " الحقيقية " لدينا ، أن نوجد بيئة " سياحية " جاذبة ، نمنح الشركات فرص الاستثمار ، نوفر الفنادق ، المدن الترفيهية ، الخدمات من نقل ومطاعم ، التنظيم ، كم هائل نحتاجة ، لن تنجح سياحة بسياسة إغلاق ومنع وبيروقراطية بل نحتاج لحراك حقيقي ، وسيسهم كل ذلك بخفض كثير من الضغوط على العائلة والفرد الذي هو بحاجة له .