الإجابة على السؤال الجميع مستفيد من نظام الرهن العقاري بشرط أن تكون المنفعة متبادلة وليست لحساب طرف على الاخر فنظام الرهن العقاري مثله مثل أي نظام او برنامج له ايجابياته وسلبياته ويعتمد على التطبيق من قبل المتعاملين فيه. عندما انهار الاقتصاد الأمريكي بسبب الرهن العقاري لم يكن النظام هو السبب بل في أسلوب التعاطي معه واستغلاله سلبيا وبالذات في السنوات الأخيرة قبل الأزمة من خلال التوسع في اقراض المواطنين من ذوي الدخول المنخفضة وارتفاع نسبة المخاطرة ودخول شركات تشتري القروض وشركات تامين وإعادة التامين وبنوك تأسست لإدارة القروض وشراؤها والمتاجرة بها بأسعار اعلى من قيمتها الحقيقية مما ضخم اسعارها ومع التضخم العالمي وإلغاء الوظائف وعدم قدرة المواطنين على سداد مستحقاتهم بدأت الحلقة تنفرط حتى جاء الانهيار. ونفس الحال في دبي عندما تمادت بعض البنوك وجهات التمويل في اقراض اصحاب الدخول المنخفضة حتى اصبحت تقرض من راتبه 5 آلاف درهم لشراء وحدة سكنية دون حساب للمخاطر. الرهن العقاري موجود وتعمل به البنوك منذ زمن ليس بالقريب ولكن الاختلاف سيكون في التنظيم وضمان الحقوق لكافة الاطراف وزيادة المنافسة ودخول مستثمرين جدد في مجال التطوير والتمويل والتأمين. اذا تكاتفت الجهود وكل عمل بأمانه مع مراعاة لمصلحة الآخر فسيكون النظام أحد الحلول الجيدة لمشكلة يعاني منها اكثر من 70 بالمائة من المواطنين وأول المستفيدين من النظام هم أصحاب الدخول المتوسطة ممن يحصل على عشرة ألاف ريال وأكثر ولا يملك سكنا فيمكن زيادة مبلغ الايجار وتخصيص 40 بالمائة من الراتب لشراء سكن بنظام الرهن العقاري يتواءم مع امكاناته. اصحاب الدخل المحدود لن يستفيدوا من هذا النظام بسبب عدم قدرتهم على التملك وارتفاع الاسعار وقد تكون استفادتهم من قروض الصندوق العقاري او مشاريع وزارة الاسكان هي الأقرب. المشكلة قد تحدث عند استغلال نظام الرهن العقاري لمصالح الاطراف القوية مثل المطور والممول دون النظر لمصلحة المستفيد النهائي وهو من يحرك السوق. هنا سندخل في متاهات ومشاكل قد تعصف بالنظام والسوق والاقتصاد بشكل عام. أهم العوائق الحالية التي تواجه الرهن العقاري هو ارتفاع اسعار الاراضي والوحدات السكنية التي تتجاوز القدرة الشرائية رغم الركود منذ نهاية العام الماضي وانخفاض الاسعار. يبقى الرهن العقاري خيارا وحلا جيدا لمن يستطيع التعامل معه بواقعية واحترافية وأهم طرف هو المشتري او المستفيد النهائي من الرهن العقاري اذا استطاع الحصول على رهن جيد ميسر وتعامل مع القروض طويلة الأجل التي قد تمتد الى اكثر من عشرين عاما دون ملل والتخطيط لذلك مبكرا واستيعاب ان الدخل سيذهب نصفه حتى سن التقاعد.