قرأت عن بعض الطوائف و كتبهم؛ وهنا التفصيلات العقدية أتركها لأهل الاختصاص؛ ولكن ما لفت نظري هو استخفاف رموز بعض فرقهم بعقليات الأتباع؛ وأنهم مجرد إِمّعَات لا يفكرون؛ بل ربما يظنون أنهم لا يملكون حتى العقول! الشواهد كثيرة ولعل أقربها وأبسطها ( ذلك الكتاب الذي يَسْرُد حَديثاً أَحَد رواة سَنَده ( حِمَار )؛ نعم ذلك الحيوان ذو الأذنين الطويلتين! وقد كنت أعتقد أن زمن تلك الكتب التي كانت تحاول السيطرة على عقول الأتباع حتى بالخُرافَات والأساطير قد وَلّى؛ ولاسيما مع الانفتاح الإعلامي، وظهور وسائط التواصل الحديثة! ولكن هيهات فمازالت مَسيرة تسطيح العقل البشري مستمرة عند بعض رموز تلك الطوائف ؛ واليوم قنوات (اليوتيوب) وغيرها مليئة بالنماذج التي تؤكد أن أولئك لا يحترمون عَقْل وبشرية السَامع أو التّابع! ولو كان هذا قاصراً على أقوال أو خُطَب أفرادٍ لَهَان الأمر رغم صعوبته؛ ولكن أن يصل ذلك إلى محطة القنوات الفضائية ؛ فذلك الذي لا يصدقه عَقل! فقبل أيام وفي مجال دفاعها المستميت عن النظام السوري وعملياته، ومهاجمة السعودية بشتى الوسائل والأكاذيب لأنها تحاول حماية الشعب السوري من القتل والتمييز الطائفي تَصَدّرَ عناوين أخبار المساء عند قَنَاة العَالم الإيرانية الرسمية خَبَرٌ يؤكد أن أحد الفنادق الكبيرة في السعودية كان مسرحاً لمَزَادٍ أقامه أحد السوريين على ابنه؛ لكي يُفَجّر نفسه في قوات النظام السوري!! وحسب (مقطع يوتيوب) بثته القناة فقد رَسَا العطاء على أحدهم عندما وصل المبلغ ل ( مليون ريال)!! طبعاً لا يمكن لأيِّ كائن بشري يمتلك ذرة من عقل أن يصدق تلك الحكاية، وأَنّ مَن يفجر نفسه أو ابنه إنما يفعل ذلك طمعاً في المال!! ولكن المؤكد أن تلك القناة والنظام الذي تتبع له أو تدافع عنه يتعامل مع جمهوره على أنهم فقدوا العقل والتفكير! فهل حَان الأوان لِكي يَنْتَفِضَ أولئك الأتباع ويستعيدوا عقولهم التي سرقها واستولى عليها مَن يزعمون أنهم علماء أو أولياء؟!