عندما تولّى أردوغان رئاسة بلدية أسطنبول، وقبل أن يصبح رئيساً للوزراء، لم يجدها مزدحمة مروريًا فحسْب، بل مخنوقة بحبالٍ غليظة من السيارات!. صدّقوا أو لا تصدّقوا، كان المرء فيها قد يستغرق في التنقّل بسيارته بين جزئيها الآسيوي والأوروبي حوالى 9 ساعات، فماذا عمل أردوغان لحلّ هذه المشكلة؟. (شُوفوا) ماذا عمل: أسّس شركة نقل عام تمكّنت من نقل 87 مليون شخص سنويًا، وأمر باستخدام المسطّحات المائية للنقل إضافةً إلى البريّة، وأنشأ مترو أنفاق، وصمّم خارطة طرق إلكترونية لاسطنبول، ثمّ زرع كاميرات في الطرق فيها حسّاسات تقيس كثافتها المرورية وتنقلها لكمبيوتر يرسلها بدوره لأصحاب الهواتف الجوّالة لاختيار المسار الأسهل، وزوّد بوّابة مطار أسطنبول بشاشة إلكترونية تحتوي على معلومات مرورية تُحدّث كلّ 5 ثوان، وسوّق برنامجاً إلكترونيًا يُخبر أصحاب الهواتف الجوّالة عن المسارات الأفضل، واهتمّ بالحافلات العامّة، وابتكر بطاقات ذكية لتذاكرها، وخصّص مسارات خاصّة لها، فأصبحت أسرع من السيارات ومُفضّلة للناس توفيرًا للوقت والبنزين، وانخفض بما عمله زمنُ الذهاب والإياب للموظفين بنسبة 60%، وهكذا انتظم المرور في أسطنبول بشكلٍ غير مسبوق!. أمّا في جدّة فلم تفعل الأمانة سوى نفض الغبار عن تصاميم قديمة لجسور وأنفاق تقليدية، وتنفيذها بأسعار غالية، ليعمل كثيرٌ منها على نقل الازدحام المروري من مكانٍ لآخر، لا التخلّص منه بحلول مبتكرة تناسب جدّة وبيئتها!. برافو أردوغان، ولا عزاء لجدّة!.