تزامناً مع ملتقى القضايا الأسرية في المحاكم الشرعية والذي تناول العديد من الهموم الاجتماعية المتعلّقة بالشأن الأسري لدينا، تذكّرت الكثير من حالات الأطفال المتنازع عليهم من قبل والديهم والتي قد تنتهي حالاتهم نهاية مأساوية بدون محاسبة شديدة تقع على المتسبب في ذلك! وتذكّرت تلك الحالات المعنفة من الأطفال الذين تتقدّم أمهاتهم المطلقات ببلاغ للحماية الاجتماعية طلباً في التدخل لإنقاذهم من العنف الواقع عليهم من والدهم أو من زوجته! وغيرها من الذكريات المريرة بشأن أطفال أبرياء قد تزهق أرواحهم بسبب قسوة الأب وسلبية الأم عشتها خلال السنوات الماضية وما زلت من خلال عملي في مجال العنف الأسري! مما دفعني لإطلاق حملة «ادعموا أطفال النزاع الأسري» كحملة اجتماعية على الفيسبوك مبدئياً وذلك للدفاع عن حقوق أطفال المطلقات المتنازع عليهم، وحمايتهم من سلسلة المواقف الصعبة التي يتعرضون لها بسبب الملكية الأبوية المتوارثة لدى كثير من الأسر مع إغفال أو إلغاء حق ودور الأم في الحضانة والرعاية والتربية! والحملة تحمل أهدافاً إنسانية لا أنتظر من تحقيقها إلا تأمين حياة كريمة لأطفال أصبحت أرواحهم في مهب الريح بسبب انفصال والديّهم! ومن أهم هذه الأهداف «خلق الوعي لدى كل أم مطلقة بأن أطفالها هي المسؤولة عنهم شرعاً قبل أي شخص آخر، وأن لا تنتقص من مكانتها وحقها الشرعي في حضانتهم ورعايتهم في جو أسري آمن» وأن يدرك كل أبّ أن أطفاله بعد الطلاق أمانة في رقبته وعليه المحافظة عليهم، وأن يبحث لهم عن المكان المعيشي الذي يكفل لهم حياة كريمة مع والدتهم وهي أمهم الحقيقية وليست زوجته أو عاملة أجنبية تكون بديلاً عن والدتهم مهما كانت المشاحنات بينه وبينها! وأنه عند الإخلال بواجبه الأبوي يكون عرضة للمحاسبة الشرعية الشديدة! فالحملة ما زالت في بدايتها لكنها لاقت مساندة ودعماً من الكثير من المتابعين للفيسبوك والتويتر أيضاً، وتم دعوة الكثير من القضاة ورجال الأعمال للانضمام للحملة بهدف كسب تأييد الرأي العام والاجتماعي والقضائي في مساندة قضية نزاع على روح بريئة أن تنتهي لصالحه وليس لصالح الأهواء الشخصية للمتنازعين عليه من والديّه! ولا أنتظر بعد ذلك إلا وضع ملف الحملة الإنسانية بأهدافها القريبة والبعيدة بين يدي وزير العدل الدكتور محمد العيسى المشهود له بالحماس والتجاوب في المجال القضائي العادل، ولا تنتظر الحملة إلا نطق عدالته الكيمة في سرعة إنشاء المحاكم الأسرية، وإعداد مدونة للأسرة وجمع الجهود المشتتة في هذا المجال، والتأكيد على القضاة وبالذات في المناطق البعيدة على دورهم العظيم تجاه أرواح الأطفال الأبرياء المتنازع عليهم! وأخيراً أتمنى من الجميع المساندة والدعم بالدعاء للحملة بتحقيق أهدافها، والدعاء لنصرة جميع أطفالنا ضحايا الطلاق بحياة كريمة، والدعاء بهداية كل من كلّف بحمل أمانة القضاء أعانهم الله فيما كلّفوا فيه. ولمن يتابع الحملة هذا الرابط على موقع الفيسبوك.