صيغة الشمري - عكاظ السعودية سهولة الظهور على شاشة الفضائيات هذه الأيام أوجدت برامج سطحية، أو ليست ذات قيمة تذكر، فقط لمجرد ملء ساعات البث الطويلة، حيث لم يبق سوى قلة قليلة من الشعب العربي لم يظهر على الفضائيات، ويتحدث كما يحلو له نتيجة حالة الإفلاس التي تعيشها القنوات الفضائية، ولم يعد لهم مايقدمونه عدا بعض برامج الواقع المستنسخة التي تقدمها القنوات العربية بطريقة باهت] أقل بكثير عما تعرضه القناة الغربية الأم للبرنامج، وليس بين الأصل والمستنسخ علاقة سوى تشابه الأسماء، فالإعداد تعيس، والإخراج تعيس، ليذهب في نهاية المطاف المشاهدون العرب لمشاهدة البرامج عبر قنواتها الأصلية، حالة الإفلاس الفضائية هذه سمحت لبعض ممن يسمين أنفسهن «ناشطات» سعوديات للظهور عبر القنوات العربية التي تنظر للمجتمع السعودي كمنجم الذهب الذي يجلب أكثر عددا من المتابعين، وأكبر جزءا من كيكة الإعلانات التجارية التي تستهدف أكبر سوق استهلاكية في الدول العربية، يهمني كوني امرأة أن أجد عدد الناشطات السعوديات يفوق أي عدد آخر، ولكن يحز في نفسي ويصيبني بإحباط مرير عندما أسمع لبعضهن وهي تتحدث لمئات الملايين من المشاهدين السعوديين والعرب، أمر مخجل ومحرج لنا نحن النساء السعوديات عندما تظهر من تسمي نفسها ناشطة سعودية وهي تتحدث دون أي ثقافة، ودون وعي لما تقول، وفوق هذا وذاك لاتملك أي شهادة علمية في المجال الذي تتحدث عنه، بعضهن منحت نفسها لقب «ناشطة سعودية» لمجرد عدم وجود ماتخاف عليه حيال سمعتها أو سمعة أقاربها من الرجال والأهل، لتنطلق في لهاث يشبه السعار للظهور عبر الفضائيات في أي برنامج يقبل بظهورها لتهذر عبره بكلام وفكر يكرس آلاف المرات الصورة المعتمة والظالمة التي في مخيلة إخوتنا العرب عن المرأة السعودية، هناك ناشطات أكاديميات تفتخر بهن كل امرأة سعودية، يعرفن متى يتحدثن وعن ماذا يتحدثن، ولايظهرن إلا في حالات قصوى تبرر ظهورهن، وفي برامج وفضائيات ذات قيمة وعمق واحترام، مايفعله بعض ناشطات الفضائيات بسمعة المرأة السعودية يستحق وقفة صارمة من حقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية لإيقاف المزيد من التشويه لصورتنا كنساء سعوديات لم نمنح هؤلاء الجاهلات حق التحدث باسمنا أو التحدث عن حقوقنا !