ترى عزيزي القارئ كم من الأسماء السعودية كان أول تعارف بينك وبينها عبر برنامج "إضاءات" الذي يعدّه ويقدمه الزميل الإعلامي الأستاذ تركي الدخيل عبر قناة العربية. أعتقد أن الكثيرين منا كان لهذا البرنامج دور كبير في تعريفهم بأسماء سعودية لم تكن في يوم من الأيام في ذاكرتنا فأنت قد تكون أديباً أو كاتباً أو مفكراً أو داعية أو مبتكراً أو مخترعاً ولكن تقتصر العلاقة بينك وبين الناس على من يقرأون لك أو من هم في محيطك، لأن الإعلام كان مقصراً في التعريف بك ولكن عندما يأتي برنامج بحجم "إضاءات" ويعرض على مدار أسبوع ترويجاً لضيف الحلقة التالية فإنه ولا شك يمنح الضيف فرصة كبرى للتعرف على اسمه ومن ثم التعرف على إبداعاته أو كتاباته أو اسهاماته ولهذا فإننا نسعد عندما نرى مثل هذه البرامج التي تعطي الكثير من المبدعين جزءا من حقهم في ان تتعرف الناس عليهم. لدينا سؤال هام يقول: ولماذا تغيب قنواتنا الرسمية رغم تنوعها بين ثقافية وسياسية واخبارية واقتصادية ورياضية وعامة عن منح مثل هذه الاسماء فرصة الظهور عبرها؟. والجواب ولا شك لدى من يعنيهم الأمر في وزارة الثقافة والاعلام. ولكن ترى هل يستطيع تركي الدخيل او داود الشريان او غيرهم من الاسماء السعودية التي برزت على قنوات فضائية خاصة ان يقدموا نفس الطرح على القنوات الرسمية؟. الاجابة ولا شك هي لا.. لأن مساحة الحرية الممنوحة لهم في هذه القنوات كبيرة وهي مساحة لا يمكن للقنوات الرسمية ان تمنحها لهم. نحن نتمنى ان نرى مساحة من الحرية في الطرح عبر اعلامنا الرسمي ولكننا في الوقت نفسه نعتبر ان ما يطرح عبر برامج تعد وتقدم من قبل ابنائنا عبر القنوات الخاصة نافذة مهمة لا تجعل قضايانا في معزل عنا طالما ان من يقومون بتقديمها هم من ابنائنا الذين يعرفون ما يقولون. وفي مقابل ذلك ابتلينا ومنذ ظهور البث الفضائي ببعض القنوات التى لا تنتمي لنا ولكنها تأمل في الوصول إلى المعلن السعودي عبر المشاهدين ومن خلال انتاجها لبرامج تتحدث عنا وعن قضايانا بغير مصداقية وبأسماء بعيدة عن واقعنا فالقائمون على هذه البرامج لا يعون طبيعة تلك القضايا ولا كيفية طرحها ولا اختيار الاسماء الابرز لاستضافتها ولهذا يأتي طرحهم مشوها وفيه الكثير من التحامل علينا وكأننا لا نملك وسائل للحديث عن انفسنا حتى نستقدم من يتحدث بالنيابة عنا. وفي ذاكرتنا الكثير من البرامج التى جعلت من المرأة أم القضايا بما تلقاه من تعسف من قبل الانسان السعودي لمجرد انها لا تستطيع قيادة السيارة بينما تتجاهل تلك القنوات ما يحدث في دولها من إذلال للمرأة بشتى الوسائل وكم من البرامج طرحت زواج المسيار وكأنه أسوأ من الزواج "السياحي" الذي ينتشر في بلدان أخرى. لقد تجاوزنا مرحلة الاستثمار في الاعلام لنصل الى مرحلة ابراز العديد من الكوادر السعودية الاعلامية القادرة على الاعداد والتقديم ونفخر بالعديد من الاسماء الوطنية مثل تركي الدخيل وداود الشريان وغيرهما من المذيعين والمعدين والاداريين والمديرين في مجال الاعلام. إن هذه الأسماء الوطنية ستفتح الباب لأسماء عديدة لها القدرة على طرح قضايانا.. والشكر للقنوات التي تهتم بهم وبنا والتي تؤمن بالمثل القائل "أهل مكة أدرى بشعابها".