عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع - الرياض السعودية أقفلت المدارس أبوابها معلنة بداية الإجازة الدراسية، وبدأت قوافل المسافرين بالتوجه إلى دبي في نزوح جماعي قدرته بعض المصادر بمئات الآلاف من المواطنين السعوديين. خلال أسبوع الإجازة سينفق هؤلاء المسافرون مليارات الريالات بين سكن وترفيه. مع هذه الظاهرة، التي تتكرر أمامنا كل عام، وفي أكثر من مناسبة، حري بنا أن نبحث عن الأسباب والحلول الممكنة على المدى القريب، وفي مستقبل الأيام القادمة لعلنا نوفق في أن يبقى مواطنونا في ديارنا قدر الإمكان. كلنا يعلم أن مناسباتنا وإجازاتنا الدراسية مجدولة مسبقاً ولدينا معرفة تامة متى تبدأ، ومتى تنتهي وهذا يعني أن عامل الوقت ليس مشكلة في التخطيط والتنفيذ كل عام لأي مشروعات أو فعاليات ترفيهية أو ترويجية. عندما يشد المواطن رحاله مع أسرته قاصداً دبي، أو غيرها من العواصم ماذا يريد يا ترى ؟ يريد ترفيهاً وقضاء وقت ممتع مع أفراد أسرته في مكان واحد. يريد سكناً مريحاً مكتمل المرافق. يريد مجمعات تسوق فيها كل ما يمتع العين. يريد مدن ألعاب مختلفة. يريد مطاعم ومقاهي يجلس فيها الأب مع الأم مع الأبناء بلا حواجز يتحدثون في شؤون حياتهم في جو أسري تسوده الألفة والمحبة. وفوق هذا وذاك يريد المواطن تعاملاً راقياً من مقدمي الخدمة في كل المرافق. هنا لا أتحدث عن أناس يبحثون عن وسائل يزعمون أنها للترفيه ولا يمكن بحال أن تجد لها مكاناً في بلادنا. في مدننا الرئيسية ما الذي يمنع من الاستعداد المبكر لاستثمار الإجازات لإغراء المواطن بالبقاء. لو أخذنا مدينة الرياض مثالاً، لوجدنا أن هناك مجمعات تسوق كبيرة تغص بالمحلات التجارية المشهورة، وفيها أماكن مخصصة لألعاب الأطفال وأخرى للمطاعم ولكن هذه المجمعات تحتاج إلى لمسات ترفيهية أخرى، وإعلانات تسويقية تغري الأسر بالحضور وقضاء يوم من أيام الإجازة فيها. هناك في ضواحي الرياض أيضا متنزهات ومدن ألعاب كبيرة ولكنها تفتقر إلى التنظيم والتنوع في الفعاليات بحيث يقضي الزائر لها يوماً كاملاً لا يمل فيه من الترفيه. هيئة السياحة، والأمانات، وملاك المجمعات الترفيهية يقع عليهم جزء كبير من المسؤولية، ليس في توفير حيز كبير للترفيه، وإنما أيضا للتعريف بجميع الأنشطة، والإعلان عنها في وقت مبكر. يمكن لنا أن نقدم مهرجانات ترفيهية، ويمكن لنا أن نقدم عروضاً مسرحية يشارك فيها أشهر الممثلين، ويمكن لنا أيضا تقديم خصومات خاصة في المجمعات التسويقية، والإعلان عن مسابقات مباشرة. ما الذي يمنع أيضا من أن تشارك الفرق الفلكلورية في إحياء بعض الليالي بتقديم ألوان فلكلورية في عدة أماكن من كل مدينة. وما الذي يمنع أيضا من أن نستلهم بعض الأفكار من مهرجان الجنادرية ونطبقها في العديد من المدن بعد أن أثبت هذا المهرجان نجاحه عاماً بعد عام وزاره الملايين من المواطنين. لدينا صعوبات في وسائل المواصلات، ولدينا نقص في بعض البنى التحتية، ولكن عوامل النقص ومواطنه يجب أن لا تقف حجر عثرة أمامنا في أن لا نفعل شيئاً. نحتاج إلى دراسات متأنية، وإلى استنهاض همم المواطنة،وإلى تسهيل الإجراءات والأنظمة المتبعة وتغيير بعضها في كثير من القطاعات ذات الصلة. كل ذلك سيسهم في توفير بيئة سياحية ترفيهية تجعل المواطن يقضي إجازاته في ربوع بلاده.