أكثر معرض للكتاب مثير للجدل سينطلق اليوم من بين معارض الكتب العربية ويأتي معرض الكويت في المرتبة الثانية بعد معرض الرياض الدولي للكتاب في حين خف الجدل عن معرض القاهرة الذي يعد أول وأكبر معرض عربي للكتاب مساحة، وهذا الحراك بكل ما يحتويه من دعوات للمقاطعة أو الاحتساب أو المنع أو مناقشة بعض الكتب والمؤلفين يعد ظاهرة إيجابية وفكرية وينقل المعرض من كونه دكاكين للكتب إلى منطلق لنقاش وجدل ثقافي وفكري لاذع في جميع الوسائط الإعلامية المتعددة وشبكات التواصل الاجتماعي، وقد يكون لاذعاً جداً في بعض الأحيان إلى درجة الإحراق وهو أمر طبيعي لأنه يظل درجة من درجات الحرارة بنسبها المختلفة وهو جزء من مفهوم المعرض والثقافة والفكر، وهذا ما عبر عنه شعاره لهذا العام «القراءة حياة» طالما أن هذه الحرارة لا تمارس سلطوية أو دكتاتورية أو إلغاء ومصادرة، ولذلك فالدعوة إلى المقاطعة أو رفض كتب أو مناقشة بعض الأفكار الواردة فيها أو حتى عدم تقبل مؤلفيها ومناقشة أفكارهم وتوجهاتهم هو حق مشروع، وتكميم هذه الآراء ومنعها من حق التعبير يعد في حد ذاته مصادرة وينافي مفهوم القراءة والثقافة وشيوع المعرفة، إن معرض الرياض لم يعد بارداً كطقسه وإلا تحول إلى مجرد دكاكين للناشرين يبيعون فيه كتباً لأناس يهزون رؤوسهم وجيوبهم ثم لا تثمر عن حراك عقلي وفكري وثقافي، والغبار الذي يعبق في أجوائه زاد عليه غبار المعارك الفكرية على صفحات الصحف والفيسبوك وتويتر والمنتديات والمواقع الإلكترونية وأصبح الجميع يعرف عن المعرض والكتب والمؤلفين والموضوعات قبل افتتاحه وقبل أن تحط أقدام الزوار في أجنحته المختلفة سيستمر الجدل والنقاش في أثناء المعرض وحتى بعد انتهائه بدون أي حملة إعلانية تدفع فيها الملايين.