ولأن التصنيف مستدام، على وزن التنمية المستدامة، فإن ساحة الصراع بين التيارات - الفكرية ولا أعتقد أنها كذلك - وصل إلى مرحلة أبعد من مرحلة الإقصاء والتكفير، إلى مرحلة التخوين ورسم السيناريوهات لخطط ومؤامرات ومن ثم إلصاقها بكتاب وصحفيين، ومحاولة استخدام كلمات مثل "فضح .. تعرية" وغيرها للإيحاء للمتلقي أن هناك سرا تم إعلانه. لا يوجد مسلم عاقل في أنحاء المعمورة يقف أو يدعم أو يؤيد من يتعدى على الذات الإلهية أو يتطاول على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بل نفس الصحفيين والكتاب هم من كتبوا التقارير والمقالات ضد رسام الكاريكاتير الدنمركي الذي أساء للنبي محمد، وفي نفس الوقت كانوا يطالبون بعدم استخدام العنف ومحاولة نشر سماحة الإسلام والتعريف به. أي أنه لا يوجد أمر من الأمرين ينفي الآخر، أي أنني أستطيع أن أطالب بالتعامل مع الشاب حمزة كاشغري الذي أساء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم معاملة وفق الأنظمة المعمول بها، وعرض مسألته على العلماء (المعتبرين)، وفي نفس الوقت أطالب كمواطن أن يتم التعامل بحزم من مجموعات (التخوين) الإلكتروني، ومع بعض من بدأوا بتهديد الشخصيات العامة بالقتل والإحراق ونشر معلوماتهم الشخصية. كل هذا يحدث على الإنترنت، وقد يكون بعض القراء في عزلة عن أخبار شبكات التواصل الاجتماعي، فإن كانوا كذلك فهم في نعمة وراحة بال، وإن كانوا عكس ذلك، فعليهم مسؤولية نشر ثقافة التسامح والإيجابية، ومحاولة تهميش شلة حسب الله (التخوينية) والتي تنتظر كل حدث أو قضية لتظهر موهمة الناس حبها للدين والوطن. الدولة تعرف من هو صاحب المؤامرات والمخططات، ومن المسؤول عن تجنيد الشباب لغاياته. الدولة تعرف أيضا من يفرح بالأزمات ويستغلها للتصعيد بدلا من المشاركة في حلها. محاكم التفتيش الإلكترونية أصبح يشارك فيها الجميع، حتى المراهق أصبح مستعدا لمحاكمة من يريد وتهديده بالقتل أو الإساءة له، وكل هذا على مرأى من الجميع. الثوابت ثوابت، ولا يمكن الإساءة إليها أو التطاول عليها، والدين عند الله الإسلام، ومحبة الله ورسوله وحق الدفاع عنهما وعن المقدسات الإسلامية حق مشاع للجميع، وليس حكرا على فئة ضاقت بها الأرض، فضاقوا هم بمن في الأرض.