ألّفت تركيا الكتاب الأحمر الذي يُحدّد كيفية تسيير علاقاتها الدولية والتحدّيات التي تواجهها!. وألّف العقيد الليبي الهالك، معمّر القذّافي، الكتاب الأخضر!. أمّا أبو عبدالله، تركي الدخيل، غفر الله له، فألّف الكتاب الأبيض، بغلافٍ جذّاب، واسمٍ يسيل له اللعاب، لكنه ترك صفحاته فارغة، لإثبات أنّ ذلك هو أسرع وسيلة لربح المال، وللتبرّع بريعه – كما يقول – للأندية الخيرية، فجزاه الله عن المغفّلين والمغفّلات الذين اشتروا الكتاب، خير الجزاء!. أمّا أنا، فرغم أنّ كثيراً من جيناتي مُغفّلة، لكني لم أشتر الكتاب، وكلّ الذي فعلته هو أن أتقصّى عمّا إذا كان هناك سرّ يكمن وراءه، وبعد 3 أيام من التفكّر، وعند اغتسالي في الحمّام، صِحْتُ قائلاً: وجَدْته.. وجَدْته، أي السرّ، كما صاح ارخميدس: وجدْته.. وجدْته، عندما اكتشف قانون الطفو في الماء، لكنّ الفرق بيننا هو أنه خرج عارياً من الحمّام، أمّا أنا فبكامل هدومي وأناقتي!. وإليكم السرّ: الكتاب ليس فارغاً، بل مسطورة فيه معارف قيّمة، تنافس معارف الموسوعة البريطانية، ومعارف موسوعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بل ومعارف مكتبة الكونجرس الأمريكي، لكنّ أبا عبدالله، وبثاقب بصيرته، أدرك أنّ الناس لا يستطيعون استيعاب هذه المعارف، كما استوعبها هو بسهولة، ولا يستطيعون التثقّف بها لتواضع مداركهم كما تثقّف هو، فآثر مشكوراً أن يكتبها بمدادٍ أبيضٍ رحمةً وشفقةً بهم، فلا فُضّ مدادُه، ولا حُرِمْنا من عبقرياته، وغفر الله لي وله!.