ليس جديداً على أعيان ومشايخ القطيف، الالتحام مع بقية المواطنين، عبر إعلان انتمائهم للوحدة الوطنية، كما فعلوا الأسبوع الماضي أو في شهر ربيع الثاني الماضي. ودائماً ما تقع هذه المبادرات الإيجابية موقع الأذى، على من لا يخلعون عن رؤوسهم قبعات التشكيك، أو على من يفرحون لأي بلبلة محتملة في هذا الوطن. دائماً أقول، بأنّ علينا ألاّ نعتبر مجتمعنا ملائكياً. فإذا حدث أن قصَّر وزير، أو أخطأ وكيل وزارة، أو تجاوز مدير عام، أو أهمل موظف، فإنّ هذا يحدث في كل أرجاء المعمورة، وليس ثمة نظام إداري أو سياسي محصناً منه. المهم، أن نعترف بهذا الخلل، وأن نكون شفافين في طرح الاعتراف به أمام الملأ وفي وضع آليات لحله. النقد الإيجابي، هو النقد حسن النيّة، وهو ما يفرز التأثير على الجهة المنتقَدَة. أما النقد الوحشي، المستند على العنف، فلن يولد إلاّ حالة من الهياج، التي سيضيع معها محتوى الخطاب النقدي. هذا الكلام أكده الأعيان والمشايخ، عندما التقى بهم خادم الحرمين في ربيع الثاني، وعندما التقى بهم أمير الشرقية، الأسبوع الماضي، فشكراً لهؤلاء العقلاء الذين أثبتوا أنهم سيظلّون جزءاً لا يتجزأ من الوحدة التي يستظل بها شعب كامل، بكل أطيافه.