محمد بن سليمان الأحيدب - عكاظ السعودية من المغالطة أن يصر البعض على تبرير سلبيات بعض الدوائر الحكومية وإيجاد الأعذار لها عن طريق تحميل ثقافة المجتمع أسباب الإخفاق ومنح فرصة ذهبية لمن يريد أن يتهرب من المسؤولية، مثل القول إن السياج الحديدي على نوافذ مدرسة براعم الوطن هو نتاج ثقافة مجتمع يريد حماية المرأة وسترها وعزلها عن الخارج، فالحقيقة أن سياج النوافذ موجود حتى على نوافذ مدارس الأولاد خاصة المستأجر منها وموجود على نوافذ منازلنا والهدف منه هو الحماية من سرقات المنازل وكان يفترض بالدفاع المدني أن يتعايش مع هذا الواقع (طالما قبل به) وأن يجهز نفسه بأدوات إزالة أو قطع ذلك الحديد وهو أمر يسير على تقنية اللصوص فكيف بفرق الإنقاذ؟!. ثقافة المجتمع نحو عزل المرأة أو عدم تعليمها والتي تواجدت مع بدايات تعليم الفتاة وقضى عليها الملك فيصل بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته في حينها بمقولته الشهيرة (سنفتح المدارس لمن يريدها) ثقافة انتهت وأصبح الناس يتوسطون لتسجيل بناتهم في المدارس بل يدفعون مبالغ طائلة لتعليم بناتهم، وزوال تلك الثقافة التي لا يزال يحلو للبعض اجترارها قديم جدا؛ فأهالي قريتي جلاجل مثلا أرسلوا بناتهم في عام 1397ه لمدرسة آيلة للسقوط وهم يعلمون خطورتها وفعلا سقطت على بناتهم ومع ذلك لا يزال البعض يستمتع باجترار عذر رفض تعليم الفتاة ونحن في عام 1433ه!. ثقافة المجتمع السلبية التي يجب أن يركز الإعلام على إزالتها ولو تدريجيا هي تلك الثقافة السلبية التي لم تضمحل أو عادت بقوة أو أصبحت تتنامى ونحن نأمل أن تزول مثل تنامي روح القبلية والعنصرية لدى جيل هذا العصر والتركيز على ترقيم فئات المجتمع بأرقام جهد كهربي، وهي الثقافة التي كنا نظنها ستختفي مع الزمن!، ليس هذا فحسب بل إننا نعاني ككتاب من توسط بعض الوزراء والمسؤولين بأهل القرية أو المنطقة للوم الكاتب على انتقاد وزير أو مسؤول من قريته أو منطقته وهذا وربي قمة التخلف في مجتمع يسير على هدي (تنصر أخاك ظالما برده عن ظلمه) ، وحديث لو سرقت فاطمة لقطعت يدها، فأنقذونا من هكذا ثقافة على الأقل لأن ابن القرية الذي لا يشرف لا يستحق التوسط.