عندما تأخذك قدماك للمرورعلى كثير من مدارس جدة، لا يمكن إلا أن تقف مشدوها مستغربا من السياجات والقواطع الحديدية التي تحيط بهذه المدارس من جميع الجوانب حتى الادوار العليا، وقد حولتها الى ما يشبه السجون التي يخشى اختطاف او تهريب من فيها. ولعل ما يؤلم النفس حقا هو هذا التناقض في التصريحات، ففي حين يؤكد الدفاع المدني رفضه التام لوضع قواطع حديدية على شبابيك المدارس الا في غرف المديرات والاداريات في الادوار الارضية فقط حفاظا على الاوراق والمستندات الهامة للطلاب، نجد ان غالبية الفصول وفي معظم الادوار تم وضع قواطع حديدية حولها مما يعرقل اى عمليات انقاذ عند حدوث اي طارئ. ولم يتفق المعلمون ووكلاء المدارس على رأي واحد بشأن الاسباب التي دفعتهم الى وضع السياج والشبابيك الحديدية حول كل فتحة يمكن ان يدخل منها الهواء الى المدرسة، ففي حين قال البعض ان السبب هو منع أولاد الحي من القفز إلى داخل الفناء للعب فيه، قال الفريق الثاني أنه لمنع الطلبة من الهرب بينما ذهب الفريق الثالث إلى منع السرقة، وذهب الفريق الرابع الى ان الهدف هو صد كرة القدم من الخروج إلى خارج الفناء. يقول محمد الشهري طالب ثانوي: نحن قلقون من إغلاق النوافذ بالحديد، لأن ذلك يعرضنا الى المخاطر، وقال ان قواطع الحديد حول الشبابيك لها ايجابيات منها منع هروب الطلبة من المدرسة وحمايتهم من السقوط من الأعلى، أما السلبيات فانها تعرقل انقاذهم في حال حدوث اى خطر لا سمح الله، لذا نقترح عمل نوافذ نصفها السفلي بشباك من حديد ونصفها العلوي مفتوح مثل الشبابيك في نوافذ المدارس النموذجية. أما عبدالله الراجحي طالب ثانوي فيقول: نخشى من الشباك الحديدى الذي قد يعرض أرواحنا إلى الخطر في حال حدث حريق لا سمح الله. واضاف هذه الشبابيك تمنع خروجنا إلى الخارج في تلك الكوارث. وأبدى كل من وسام باسم سعيد وأحمد ماجد محمد في المرحلة المتوسطة تخوفهم وقلقهم من السياج الحديدي الذي يحيط بنوافذ المدارس ويعرقل خروج الطلاب في حالة حدوث كارثة لاقدر الله. فيما طالب محمد سعيد الجبرتي ومحمد الحكمي وبندر السلمي اولياء امور طالبات بضرورة عمل سياج نموذجية نصفها الاعلى مفتوح حتى يمكن القفز منه في حالة الطوارئ حماية الطلاب من السقوط وأكد علي الزهراني معلم لغة عربية بإحدى المدارس الحكومية بجدة إن بعض المدارس لا تتوفر فيها أبسط وسائل السلامة، لافتا إلى مخاطر السياج الحديدي في معظم المدارس المستأجرة التي لم تنشأ إلا بغرض السكن، وقال ان هذه السياجات تعرقل عمليات الانقاذ التي يقوم بها الدفاع المدني مستغربا كيفية موافقته عليها. وقال توفيق الطويرقي وكيل لمدرسة حكومية بجدة: إن وضع سياج حول النوافذ في المباني المستأجرة بالمرحلة الابتدائية لحماية الطلاب من السقوط، ولكن المباني الحكومية النموذجية مبنية على أساس توفر وسائل السلامة بها، كما اعتبرت بعض المدارس هذه الاسيجة بديلا عن وجود الحارس ولحماية المدرسة من قفز أبناء الحي واللعب في فنائها». وبين الطويرقي أن الحل يكمن في إحلال المباني المستأجرة باخرى جديدة تراعي مختلف جوانب السلامة. وطالب الطويرقي إدارة الدفاع المدني بتشكيل لجنة لمتابعة اشتراطات السلامة بصورة مستمرة. من جانبه بين عادل عبدالله باعشن وكيل مدرسة مزدلفة الابتدائية بجدة: إن السياج الحديدي يهدف لمنع خروج الكرة إلى خارج الملعب، مشيرا الى أن سلم الطوارئ الموجود في غالبية المدارس الأهلية غير صالح للاستعمال لأنه قد يتكدس فيه الطلبة في حال حدوث حادث لا سمح الله. الدفاع المدني: نمنع الشبك الحديدي على النوافذ.. والمخالفات لن تنتهي قال مدير الإدارة العامة للسلامة بالمديرية العامة للدفاع المدني العميد غالب الجهني إن جميع متطلبات السلامة تمنع وضع أي شبك حديدي على النوافذ في المباني السكنية والمدارس مبينا أن الدفاع المدني لا يؤيد أي إعاقة لعملية الإنقاذ، ويطالب بفتح أبواب الطوارئ على مدار 24 ساعة، وقال إن أي مخالفة لخطط السلامة في الفصول تؤدي إلى إعاقة عمليات الإنقاذ، وأكد رصد مخالفات في المدارس بشأن وسائل السلامة والشبك الحديدى مشيرا الى الإبلاغ عنها لوزارة التربية والتعليم، وقال الدفاع المدني يسعى إلى إزالة المخالفة، ويقوم بمخاطبة جميع الجهات المعنية على أعلى المستويات، ولا يتهاون في اتخاذ الإجراءات والعقوبات النظامية ولكن المخالفات لا تختفي نهائيا مهما كان ضبطها إلا إننا في ذات الوقت لا يمكن أن نرى ضررا ونسكت عليه، واضاف: نكتب التقارير كل سنة، ولدينا عقوبات ولجان نظر في المخالفات تحدد نوع المخالفة أو العقوبة، وفي المقابل يحق للجهة المخالفة أن تتظلم أمام ديوان المظالم. وبين العميد الجهني أن العقوبة تصل إلى إغلاق النشاط، مؤكدا أن هناك حالات تم إغلاقها. واشار الى حالات تم الكتابة فيها الى وزارة التعليم وهي بدورها تتخذ إجراء الإغلاق، وبين إن الموضوع ليس جديدًا، وأن الأنظمة موجودة إلا أن المشكلة تكمن في عدم إدراك بعض المخالفين لأهمية السلامة.